لا نستطيع أن لا نتصل، on ne peux pas ne pas communiquéشعار رفعته مدرسة باولو ألتو paolo altoالأمريكية للدلالة على أهمية الاتصال في التفاعل البشري، فالاتصال لا يقتصر على الوسائط التكنولوجية فقط، و حتى و إن كانت مهمة إلى درجة عالية في العملية، لكن تبقى وسائط فقط، فالعملية برمتها، عملية سلوك، مظاهر، إيماءات، إشارات، ... أي تفاعل له معاني و أهداف بين كائنات حية، تلعب السياقات فيها الدور الرئيسي في دلالاتها.
أما الوسائط أو الحوامل (les supports)، فقد قولبت الفعل الاتصالي لتجعله ممثل الماء و الهواء بالنسبة للإنسان، سواء في الحاجة إليها أو في سرعة تداول المعلومات، أو في تحديها لعنصري المكان و الزمان، فوسائل الإعلام بمختلف أصنافها وجدت في الفعل الاتصالي ميدان خصب في توجيه أو إعادة توجيه ذلك الفعل.
إن المزج بين تلك الأبعاد و الوسائط، أنتج ما يسمى بعلم الإعلام و الاتصال، الذي شق طريقه بين المعارف " الكلاسيكية " نتيجة التطورات التي أفرزتها طبيعة التفاعل بين البشر في شكلها الإعلامي، أي بعد ما أصبحت وسائل الإعلام جزء لا يمكن الاستغناء عنه في تلك التفاعلات، لكن ما هي الإشكاليات الواجب دراستها في تلك التفاعلات؟ ما هي الانعكاسات التي تحدثها وسائل الإعلام على سلوكنا؟ و ما هي الانعكاسات التي يحدثها سلوكنا على وسائل الإعلام؟.
نحاول من خلال هذا الموقع – و هذا هو الغرض من إنشاءه – فتح مجال علمي لما ينبغي طرحه في مجال الإعلام و الاتصال عندنا، من مواضيع و إشكاليات و مناهج و مقاربات و مراجع .. أي كل ما يمكن أن يشكل موضوع نقاش بين المختصين و الأساتذة و الطلبة في مجال الإعلام و الاتصال، كما نريده فضاء عمومي على حد تعبير هبرماس لتداول الآراء و المناقشات حول علم الإعلام و الاتصال عندنا، و كل ما يمكن أن يزيد في حدتها.
و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل
الأستاذ الدكتور يوسف تمار.