الوظيفة الاجتماعية لوسائل الإعلام

 مقاربة نقدية لواقع العلاقات بين وسائل الإعلام و الآفات الاجتماعية في المجتمع الجزائري

الأستاذ الدكتور تمار يوسف

وسائل الإعلام و الآفات الاجتماعية

ملخص.

ما نعرفه عن وظائف وسائل الإعلام، يجعلنا نرتبها في أهم و أنجح الوسائل التي يمكن الاعتماد عليها في معالجة الكثير من المشاكل الاجتماعية، مع تحفظنا في طريقة استعمالها، إنها قادرة على تجنيد الرأي العام في الحكم على بعض الأوضاع و اتخاد موقفه منها، فالتأثير هو أقوى وظيفة يمكن أن تقوم إليها وسائل الإعلام.

فالتاريخ حافل بالدلائل على ما يمكن أن تقوم به وسائل الإعلام، فقد كانت غير بعيدة عن تحديد معالم بعض الأحداث البارزة في بعض المجتمعات، كما كان لها دوراً رئيسياً في تغيير أنظمة الحكم في بعض الدول و اشعال شظايا بعض الحروب في بعض مناطق العالم، في ميادين أخرى، نجحت وسائل الإعلام في إضفاء النجومية على بعض الشخصيات المجهولة، و في المقابل حطمت شخصيات بارزة و غطت عن بعض القضايا إلى درجة العدم، كل ذلك تحت شعار مشاركة وسائل الإعلام في الحياة العامة لأي مجتمع.

لكن الإشكالية المطروحة هنا هي لماذا و قوة وسائل الإعلام على تلك الشاكلة، تظهر أنها ضعيفة عندنا في محاربتها الآفات الاجتماعية المتزايدة من حيث ظهورها و حدتها؟ أين يكمن الخلل؟.

Résume.

Ce que nous connaissons du rôle des médias, nous permet de les considérer comme l’un des moyens les plus importants et les plus robustes pour sensibiliser à la question des fléaux sociaux. Les médias ont la capacité de façonner une opinion publique qui permettrai de prendre position vis à avis de l’intérêt général. Il s’agit alors de la plus puissante fonction octroyée aux média qui n’est autre que l'impact.

               L'histoire nous informe que, depuis l'émergence des médias de masse, ces derniers ont eu un rôle primordial dans certains évènements cruciaux dans bon nombre de sociétés. Leur rôle majeur a en addition, été consenti dans le changement des systèmes de gouvernement et dans le déclenchement des fragments de guerres dans certaines régions du monde, Les médias ont également mis la lumière sur des personnalités qui agissaient dans l’ombre. Toutes ces missions sont classées sous la thématique de la participation des médias dans la vie publique de toute société.

Cependant la problématique soulevée ici est quelle est la raison pour laquelle nos médias sont faibles en termes de performances? Pourquoi les fléaux sociaux dans nos sociétés s’intensifient en termes d'apparence et de gravité? Où se situe le problème?

 الكلمات المفتاحية.

وسائل الإعلام الآفات الاجتماعية – التنشئة – التأثير – التوجيه.

 مقدمة.

الآفات الاجتماعية، مرض ينخر جسم المجتمعات و يزيدها تعقيداً، إذ لا يخلو أي مجتمع مهما بلغ من رقي وازدهار قديما أو حديثا  من انتشار الآفات الاجتماعية السلبية التي تفتك بالنسيج الاجتماعي و تنتشر انتشار النار في الهشيم، و لم تستثنى الجزائر كدولة و كمجتمع من هذه الحقيقة، وهذا نتيجة لتقلبات سياسية و اقتصادية و ثقافية و اجتماعية وما ينجر عنها من مخلفات سلبية على الفرد و الجماعات على حد سواء، و لقد حاولت معظم الدول الحد من انتشار الآفات الاجتماعية باعتبارها ظواهر سلبية، و محاربتها بمختلف الوسائل و السبل، باعتبار أنها ترهق امكانيات الدولة و  ثرواتها و تخلق اللاستقرار  الاجتماعي الذي قد يؤدي بدوره إلى الفوضى.

تنتج الآفات الاجتماعية، من عمليات كثيرة و مختلف الروافد، بعضها موجود منذ وجود الحياة الإنسانية بطابعها الاجتماعي، و بعضها الآخر ظهرت نتيجة التطورات التكنولوجية و العلمية بصفة عامة، لكنها في الأغلب الأعم، تظهر الآفات الاجتماعية من باطن الظواهر الاجتماعية، بتعقيداتها و صعوبتها و فلسفتها، كالفقر و المجاعة و نتائج الحروب و الطقس و قساوة الطبيعة .. و على هذا الأساس فإن النظر في وسائل محاربتها، يجعلنا أمام وضع غاية في التعقيد تتداخل فيه مجالات كثيرة و مختلفة، قانونية، عقابية، اجتماعية، نفسية .. لكننا نعتقد أن وسائل الإعلام هي أكثر تلك الوسائل نجاحا في مقاربة الآفات الاجتماعية.

ليس الغاية من هذه المحاولة، البرهنة على قوة وسائل الإعلام في محاربة الآفات الاجتماعية، لأن ذلك قد سبقنا إليه الكثير من علماء و خبراء وسائل الإعلام، حيث ظهرت دراسات كثير و نظريات لم تترك نتائجها مجال للشك، في كون أن أثر وسائل الإعلام من طبيعة استعمالها، فبقدر ما هي قوية التأثير على الفرد، بقدر ما يمكنها أن تخلق آثار غير مرغوبة و هو ما أسماه كلن من "بول لازارسفیلد" و"میرتون" ب "التخدير"  أو  "تخفيف الشعور بالاختلال الوظيفي"، أي أن وسائل الإعلام توجد عبر  الاحساس باللامبالاة و عدم الاهتمام  لدى الجمهور، مما یؤدي إلى التخدير بدلا من التنشيط، و يضاف إلى ذلك، الكم الكبير من المعلومات الذي تقدمه له، فتتحول معرفة الناس إلى معرفة سلبية، لا تشجع على المشاركة الفعالة و الإيجابية في قضايا المجتمع.

                 صحيح أن هناك الكثير من الآراء المتضاربة فيما يخص دور وسائل الإعلام في المجتمع، بين كونها تعمل على الرقي و التربية و التنشئة الاجتماعية، و بين كونها سبب في الانحلال الخلقي و توجيه الفرد إلى السلوك غير السوي في تعاملاته مع الآخرين، و بين هذا و ذاك لم يتزحزح دورها من استعلاء قائمة الوجهة التي يتجه إليها معظم الأفراد في أي مجتمع لتلبية حاجاتهم المختلفة، و أصبحت بذلك من أهم وسائط الاتصال الحديثة التي تسيطر على الأفراد والجماعات والدول.

إن هذه المحاولة لا تخص وسائل الإعلام و الظواهر الاجتماعية، بل تتحدد في دور وسائل الإعلام في مجابهة الآفات الاجتماعية، بالنظر إلى إمكانياتها في التصدي لها و معالجة الكثير منها، فقد لخص  محمد عبيد حسنة تلك الامكانيات و الوظائف في قوله " و قد لا نغالي إذا قلنا بأننا نعيش اليوم مرحلة الدولة  الاعلامية الواحدة التي ألغت الحدود، و أزالت السدود واختزلت المسافات والأزمان واختصرت التاريخ  واختز لت الجغرافيا، حتى باث الإنسان يرى العالم و يسمعه من مقعده و لم يقتصر الأمر على اختراق الحدود السياسية و السدود الأمنية، و إنما يتجاوزه إلى إلغاء الحدود الثقافية و يتدخل في الخصائص النفسية، و تشكيل القطاعات العقدية فيعيد بناءها وفق الخطط المرسومة لصاحب الخطاب الأكثر تأثيرا، و البيان الأكثر سحرا و التحكم الأكثر تقنية " 1، فلماذا و كل هذه الوظائف التي تقوم بها وسائل الإعلام لم تستطع عندنا، مجابهة الآفات الاجتماعية التي تتفاقم يوم بعد يوم؟.

مبررات طرح الإشكالية.

يبدو أن السؤال السابق بسيط في طرحه و مستهلك من حيث الاستعمال، لكن من حيث الواقع لم يحدث أن نجحت وسائل الإعلام عندنا في التقليل من حدة و خطورة ما يحدث في الجزائر من آفات اجتماعية، على شاكلة الهجرة غير الشرعية، تعاطي المخدرات و المتاجرة فيها، حوادث المرور، العنف الأسري، الرشوة ..* و التي تزداد حدتها رغم ما سُخر لأجل محاربتها و التقليل من نتائجها السلبية، فالسؤال السابق يأخذ كل أهميته هنا، خاصة إذا علمنا ما قدمته الدولة من إمكانيات مادية كبيرة، و ما قامت به من عمليات تحسيسية و على نطاق واسع، و رغم الاستراتيجيات الردعية التي وضعت للمتسببين فيها .. فالواقع أثبت فشلها مع نسبة تزايدها يوما بعد يوم.

نحن نعلم معرفيا أن وسائل الإعلام، أصبحت من أكثر الوسائل حضورا و تأثيرا لدى الغالبية العظمى من أفراد المجتمع، و سمحت لها وظائفها من لعب أدوار أساسية في معالجة المشاكل وتدارك النقائص، فوسائل الإعلام وعلى اختلافها قادرة على التأثير في الآراء و السلوكات حسب المراحل الزمنية أو حسب الجمهور المستهدف، و من هنا يبرز الدور الفعال الذي تقوم به في صنع المعلومة وتقديمها في شكل رسالة إعلامية قد تكون مسموعة أو مرئية أو مقروءة ، تسعى إلى تعديل سلوكات المواطنين من خلال استراتيجيات وخطط و برامج الحملات التحسيسية، فلماذا و هذه القوة التي تتميز بها وسائل الإعلام في التأثير و التوجيه، لم تستطع إيجاد استراتيجية إعلامية تخفف من خلالها انعكاسات الآفات الاجتماعية في الجزائر؟.

يسود الاعتقاد الخاطئ عند الكثير منا، أن الآفات الاجتماعية تخص المعنيين بها فقط، من ضحايا و المتسببين فيها .. و من هذا المنطلق، فإن مجابهتها تعني القوى النظامية فقط من شرطة و درك وطني و عدالة .. و هذا الاعتقاد هو الصورة التي هي عليها التنشئة الاجتماعية و الثقافية في بلادنا، لم تستطع وسائل الإعلام من تغييرها، و لا حتى انتاج خطاب مضاد يطرح البدائل السليمة لمجتمع مستقر و منشئ اجتماعيا و سياسيا و ثقافيا.

إشكالية وظائف وسائل الإعلام.

                لقد كان لنا و أن طرحنا سؤال على طلبة الماستر إعلام و اتصال، هل أنتم مع أو ضد أن تبث الصور المروعة لضحايا الآفات الاجتماعية على شاشات التلفزيون؟ فكان الجواب بالنصف، أي نصف الطلبة يحبذون ذلك، و النصف الآخر لا يحبذ ذلك، و كانت مبرراتهم مختلف، و يبدو أن هذا الجدل طال حتى الإعلاميين و رجال الأمن و العدالة و رجال الفكر حول ما إذا كان هذا البث مفيدا أو ضار؟ و ما إذا كان يساعد على تقليص تلك الآفات؟. لقد وجدنا هذا الطرح في الكثير من الدراسات و الأبحاث الخاصة بوظائف وسائل الإعلام، فعلى سبيل المثال طرح صاحب دراسة 2 الإشكالية التالية: هل على وسائل الإعلام المختلفة التوقف عن نقل أحداث الجريمة والعنف وكل ما لا طائل من ورائه التزاما بمسؤوليتها  الاجتماعية والأخلاقية أمام المواطن و بأخلاق الصحفي المسلم، أم أنها و تحقيقا لحق هذا المواطن في الإعلام، يجب أن تنقل ذلك، بل وتفصل فيه، عسى أن يكون بث تلك الآفات و نتائجها الوخيمة في وسائل الإعلام، أن تكون ورقة ضغط على الفاعلين السياسيين باتجاه اتخاذ التدابير اللازمة. أم أن الأمر متروك لتقدير الصحفي؟ يبدو أن الإشكال لم يفصل فيه بعد، فبقي يتأرجح بين مختلف أصناف المواقف و من منطلقات لم تجد لها سند علمي واضح، لكن الأكيد أن التعتيم الإعلامي على تفاصيلها، قد يقلل من درجة الوعي العام لدى أفراد المجتمع في التعامل مع تلك الحوادث تعاملا وقائيا، و هذا في اعتقادنا ما أوصل معظم أفراد المجتمع الجزائر، يضنون أن الآفات الاجتماعية لا تعنيهم ما دام أنهم ليسوا طرفا فيها أو أنها لا تمس حياتهم الاجتماعية مباشرة، فمن كان ضحية لحادث مرور على سبيل المثال، يهتم بكل ما له علاقة بهذه الآفة، و من كان له قريب هاجر بطريقة غير شرعية، فقد يهم بهذه الآفة و تفاصيلها أكثر، بل أبعد من ذلك، فقد لاحظنا مثلا، أن هؤلاء يكونون في الغالب أعضاء في جمعيات اجتماعية تعني بهذه القضية أو تلك، فكيف يمكن تحسيس كل أفراد المجتمع أن الآفات الاجتماعية ليست قضية فئة بعينها أو جماعة الاجتماعية؟.

إن الوظيفة السابقة الذكر، هي من مهام وسائل الإعلام المختلفة، حيث تعد في اعتقادنا أهم الوسائل التي يمكن أن تعمل على تنمية التنشئة بمختلف أشكالها – طبعا دون إقصاء الأجهزة و المراكز الأخرى التي تعمل في هذا الإطار – فوسائل الاعلام تقوي الصلة الاجتماعية بين الأفراد عن طريق اظهار تعاطفهم في أسلوب رقيق يعبر عن مشاعرهم، أو تقديمها عبر الشخصيات الشهيرة المحببة إلى نفوس الناس، و هي أكثر الوسائل فعالية أيضا في تغيير تلك الصورة السلبية التي قد تظهر في بعض الأوقات و من بعض الأشخاص، أو على الأقل تصحيحها، فقد أثبتت الكثير من التجارب أن وسائل الإعلام والاتصال، قد تنجح في الكثير من الأحيان، في تشكيل العقل والسلوك البشري أو تغييره، عن طريق تصورات وأفكار ومبادئ تعمل على إحداث تغيير محتمل في المجتمع فهي من أهم المؤثرات والموجّهات التي تساهم في توجيه سلوك الأفراد إزاء بيئةٍ مُعينة، أو نمط من الأنماط المقترحة و تجعلهم يكتسبون مجموعة من المعارف و المعلومات حول شيء ما.

                يظن الكثير من الناس، أن وظيفة وسائل الإعلام هي الترفيه فقط، و هذه نظرة ضيقة جدا، فما الترفيه إلا وظيفة من ضمن وظائف كثيرة تقوم بها وسائل الإعلام، فقد أخبرنا التاريخ أن وسائل الإعلام أسقطت حكومات، و أشعلت حروب، و غيرت من رؤساء، و تدخلت في الحياة الخاصة للكثير من المشاهير **.. فهذه الوظائف غير المعلنة، تشكل القاعدة الأساسية التي يتحكم فيها الشعار "السبق الصحفي" الذي تسعى لتحقيقه الكثير من وسائل الإعلام.

إذن كل تلك الحقائق التي تأكد على دور و وظيفة وسائل الإعلام في المجتمع، تجعل سؤالنا السابق يطرح بأكثر حدة، فضعف وسائل الإعلام في الجزائر، و بخاصة في قضايا الآفات الاجتماعية، ليس نابع من مهام وسائل الإعلام و ما يفترض أن تكون عليه، بل في ممارستها التأثيرية إن صح التعبير.

واقع الإعلام الجزائري في التصدي للآفات الاجتماعية.

لا نريد من خلال حديثنا هذا، محاكمة الإعلام الجزائري برمته، و لا إلى النقد من أجل النقد، بل إلى محاولة تقديم مجموعة من الملاحظات العلمية التي تنبع في أساسها من البناء النظري لعلم الإعلام و الاتصال، بكلام آخر، مقارنة ما ينبغي أن تكون عليه وسائل إعلامنا إزاء الآفات الاجتماعية، و ما هو كائن.

ولأن سطور مقال واحد لا تكفي للحديث عن الإعلام الجزائري و كل وظائفه الاجتماعية، فإننا سوف نشير إلى بعض الاختلالات التي رأيناها بارزة في تعامل وسائل لإعلامنا مع القضايا الاجتماعية بصفة عامة، و الآفات الاجتماعية بصفة خاصة.

يستمد الإعلام مكانته مما يحدثه من تأثير في الأفراد و الجماعات عبر مجموعة من الوظائف و الأدوار، أبرزها إيصال المعلومات و الأخبار إلى الجمهور العام، و على أساس هذه الوظيفة، ينبغي على المؤسسات الإعلامية في معالجتها لأخبار الخاصة بالآفات الاجتماعية، أن تتعامل معها بحذر و انتباه و أن تنظر إليها على أنها أخبار ينبغي تصحيحها و وضعها في قالب صحفي معين 4، و إلا فإنها سوف تحدث الأثر المعاكس، ففي دراسة حول المعالجة الصحفية للجريمة في الصحافة المكتوبة، جريدة النهار الجديد نموذجا 5 مثلا، وصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها فيما يخصنا هنا، أن الجريدة محل الدراسة، اعتمدت على قالب الخبر الصحفي بنسبة عالية وابتعدت عن كتابات الرأي التي هي أكثر إقناع وتوعية و توضيح لعواقب الجريمة، كما لاحظت الدراسة، أن هذه الجريدة، لا تحد من السلوك الإجرامي في المجتمع الجزائري، وإنما تساعد على انتشاره و الترويج له، حيث بالغت في تكثيف نشر أخبار الجريمة وجعلتها من أولويات أجندة الإعلامية، مما ينعكس ذلك سلبا على أولويات الجماهير .

إن الإعلام الجزائري و عبر مضامينه المختلفة، لم يصل بعد لتدارك أهمية التوازن الاجتماعي كدور من أدواره الأساسية، فهو المحرك و الموازن في نفس الوقت، المحرك أي لابد من أن يلقي الضوء على أهم و أخطر الآفات الاجتماعية التي تنخر الجسد الاجتماعي و أن يعرف بها الجمهور، و موازن أي أنه يضع تلك الآفات في موقعها الديني و الأخلاقي حتى تصبح مرجع للأجيال القادمة على وجه الخصوص.

من المؤسف أننا نعيش مع إعلام لا يدرك مكانته و أهميتها في التوازن الاجتماعي، فهو في الكثير من الأحيان يمتاز بالسطحية في تناول أهم قضايا المجتمع علاوة على انشغاله بالأمور التافهة و الشكلية، مما نتج عنه اللامبالاة و الاستهانة لدى أفراد المجتمع في أهمية بعض القضايا و خطورتها على النسيج الاجتماعي، فقد أظهرت دراسة ميدانية، حول دور وسائل الإعلام في الحد من ظاهرة العنف الأسري على الطفل6، أن هذه الأخيرة، لم توفق في اقتراح حلول جدية للحد من ظاهرة العنف الأسري على الطفل، و ذلك من خلال طريق تناول هذه الظاهرة، حيث سجلت الدراسة سطحية في التناول و الوقوف عند المتغيرات الهامشية، إضافة إلى عدم التطرق  للأسئلة الأساسية التي يطرحها المشاهد أو المستمع أو القارئ.

إن ارتباط الإعلام الجزائري، بأنماط إعلامية غربية في سعيه وراء النزعة التجارية و السباق نحو كسب أكبر عدد من المتفرجين أو المستمعين أو القراء، و تناوله القضايا التي تثير العواطف و الغرائز بحجة أنها من أكثر القضايا استقطابا لدى الجمهور بخاصة الشباب منه، أفقد النزعة الحربية الواجب توفرها للإعلام اتجاه الآفات الاجتماعية المخالفة والمنافية لعادات وتقاليد المجتمع ، بل أكثر من ذلك عندما يتناول الإعلام بعض من تلك الآفات بنوع من السخرية و الهزل سواء قصدت ذلك أم لم تقصد *، تجعلها أفعال مقبولة في بعض الأحيان، بل هي ميزة بعض النجوم المتبعة من طرف الشباب فتصبح آفات لا يحرمها دين، و لا يؤنبها ضمير  و لا ينبذها مجتمع، و على هذا الأساس فإن وسائل الإعلام و بخاصة المرئية منها، بهذا الدور، تخلق عنف مميز سماه بيير بورديو بالعنف الرمزي، أي  أن وسائل الإعلام، تمارس جملة من الإكراهات على الأفراد والمجتمع فيها نوع من اللباقة واللطف والخفاء  C’est une violence cachée, déguisée et voilée  و هذا ما يسميه بالعنف الرمزي.

إن الآفات الاجتماعية التي يعيشها المجتمع الجزائري، من انحراف الشباب، و المخدرات، و الانتحار، و الطلاق، و الهجرة غير الشرعية، و الرشوة، و التمييز العنصري، و التسول .. كلها مواضيع إعلامية بامتياز، بمعنى أن هذه الآفات موجودة في المجتمع، فإذا تفاقمت فهذا يعني أن وسائل الإعلام سلطت الضوء عليها بطريقة غير  سليمة، إما ضعفاً من حيث الأداء المهني في تناولها، و إما بقصد و ذلك لتحقيق نسبة مشاهدة عالية و منه تحقيق البرح الكثير.  

ماذا أنتج هذا الوضع؟

أصبح المجتمع الجزائري لا ينتظر الكثير من إعلامه، لأن ما هو منجز حاليا بعيد بكثير عن تطلعات الفرد الجزائري، ولعل هذا ما يفسر حالة التذمر الكبيرة التي نجدها لدى الشارع الجزائري حول أداء وسائل الإعلام، إذ يتفق الكثير من المتابعين والكتاب والاكاديميين و حتى الرأي العام، أن غالبية وسائل الإعلام الجزائرية بعيدة كل البعد عن الواقع الجزائري الفعلي، سواء على المستوى الثقافي، أو السياسي، أو العلمي، أو الاقتصادي7...، فمن بين النتائج التي وصلت إليها دراسة السعيد بومعيزة حول أثر وسائل الإعلام على القيم و السلوكيات لدى الشباب، أن هؤلاء و في أغلبيتهم و بغض النظر عن مستواهم التعليمي لا يوافقون على أن وسائل الإعلام تساعدهم على تجاوز بعض السلوكات السلبية و بصفة خاصة ذات البعد الاجتماعي، كما وصلت الدراسة نفسها في إحدى نتائجها، أن البيئة الرمزية التي يقدمها التلفزيون الجزائر، لا تأثر في المبحوثين الشباب التي تبقى مضامينها بعيدة عن واقعهم الاجتماعي لأن الشباب يتأثرون أكثر ببيئتهم الاجتماعية الحقيقية 8.

و حتى و إن تمادينا في تفصيل الأسباب التي جعلت وسائل إعلامنا على هذا النحو من التدني، فإننا لا نخرج عن سببين أساسيين يتحكمان في طريقة إدارة محتويات وسائل الإعلام عندنا:

-          أن هناك نزعة تجارية أكثر منها علمية أخلاقية في طريقة تناول القضايا الاجتماعية، و هذه الميزة نلاحظها أكثر في وسائل الإعلام الخاصة، فهي بين تحقيق الأرباح و أداء رسالة أخلاقية إزاء المجتمع، و عندما تميل الكفة إلى البعد الأولى، تسقط الحدود الأخلاقية، فتعمل الوسيلة على التركيز على ما يحرك غرائز المتلقي و تشوّقه في معرفة أكثر لخبايا الآفة محل التناول،  الهدف من كل ذلك جلب أكبر عدد من المشاهدين أو المستمعين أو القراء، و منه تحقيق الأرباح.

-          غياب مكونين في هذا المجال، أي في مجال تناول الأبعاد الاجتماعية لقضايا المجتمع، و بخاصة إذا كانت من نوع الآفات، فهذه الأخير تحتاج إلى تناول خاص يقوم على العرض و تقديم الحلول بطريقة تجلب انتباه الفرد وفق السياق الذي يعيش فيه، و الحكم على تلك الآفات على أنها سبب هلاك المجتمع، بطريقة لا تترك للفرد مجال للشك.

 ما هو المطلوب؟.

لا نقول أن المهمة سهلة، لكنها ليست مستحيلة خاصة إذا حضرت الإرادة لدى وسائل الإعلام في الابتعاد عن الحلول المناسباتية الرنانة، التي تترجم الواقع إلى ما يخدم مصالحها و أيديولوجيتها، أو  - كما يقول يوسف عبد اللاوي – " و التي تسوق فتاوى حرمة اقتناء أجهزة التلفزيون أو الفيديو أو مشاهة الفضائيات، أو تحرم التعاطي مع شبكة الإنترنيت و عدم جواز التعامل مع وسائل الإعلام عموما خوفا على المنظومة القيمية و الأخلاقية للمجتمع، بل الحل يكمن في تطوير وسائلنا الدفاعية باستخدام نفس الوسائل و استثمارها لخدمة أهدافنا و لتحصين أجيالنا بل و للتعريف برسالتنا الحضارية للعالمين" 9.

إن الحاجة ماسة لتوعية الإعلاميين أنفسهم إلى ضرورة التحلي بالوعي عند التعامل مع قضايا المجتمع و بخاصة إذا كانت من الآفات الاجتماعية، فالحذر مطلوب فيما يُبث أو يُكتب حولها، إنها معقدة تعقد تفاعل أفراد المجتمع الجزائري، إضافة إلى حساسيتها مقارنة بالمعتقد الجماعي للفرد و الجماعات المرجعية التي ينتمي إليها، فلا ينبغي النظر إلى تلك الآفات نظرة الصحفي من مرجعياته المختلفة، فإذا كانت قضية الرجل و المرأة و العلاقة بينهما خارج إطار الزواج، من الآفات الاجتماعية المنبوذة في العرف الديني و الثقافي للمجتمع الجزائري، فلا ينبغي على الصحفي أن يتناولها كأحداث درامية تقلل من خطورتها أو تشجع على القيام بها، بل نريدها تناولاً واقياً، معالجاً، يُرجع أهميتها إلى مكانها الطبيعي (الديني و الاجتماعي، و الثقافي) الذي يحكم الزوج و الزوجة على سبيل المثال، و من منظورنا الخاص، فإننا نرى أن العلاقة بين وسائل الإعلام و الآفات الاجتماعية، ينبغي أن تأخذ الأبعاد التالية:

-          تجاوز أنماط المعالجة الإعلامية للآفات الاجتماعية التي تعتمد في أغلبيتها على الأمور المطروحة، بمعنى آخر ينبغي على وسائل الإعلام في تعاملها مع هذا النوع من القضايا، أن تتعدى ما هو متداول حولها عند العامة من الناس حيث تكون أكثر بساطة، فهي بهذه الطريقة، لا تجلب انتباه المتلقي لمعرفة الجديد فيها، إن الرسائل التي تقدمها وسائل الإعلام هي رسائل مضافة، أي أنها رسائل لا تنقل الأحداث كما هي، و إنما تقوم بصياغتها و إعطائها صورة مناسبة ومن ثم تقديمها للأفراد10، هذا التقديم الذي ينبغي أن يكون مُعالج و مُوجه للقضية محل التناول.

-          عند تناول الآفات الاجتماعية بالشرح و التفصيل، ينبغي طرح البدائل أو الحلول المنطقية التي قد تعرض لمكافحتها و الحد منها، و ليس عرضها لغرض العرض فقط، دون أن يأخذ بعين الاعتبار المتغيرات التي تزيد من أهميتها، بمعنى آخر على وسائل الإعلام أن تلعب دورها في التنشئة الاجتماعية فيما يخص الآفات الاجتماعية، فهي المُرشد و المُنبه و المُوجه إلى خطورة هذه الآفات على الفرد أولاً ثم على المجتمع و استقراره ثانياً.

-          الاعتماد على التبادلية أو التفاعلية في التواصل بين الوسيلة و جمهورها، و النظر إلى المتلقي على أنه شريكاً جديراً بالاستقلالية في الرأي و الموقف، و ليس طرفاً سلبياً مستهلك بسيط للإعلام في العملية، و عليه ينبغي أن تكون الرسالة مقنعة و مدروسة بدقة فكلما كانت استنتاجية وغير مباشرة، كان أثرها أفضل.

-          لابد على وسائل الإعلام أن تحارب فلسفة " هذا لا يحدث إلا لغيرنا " من خلال تعرضها لمضامين تقحم فيها بطريقة ذكية للفرد المتلقي، و تحسيسه بأنه ليس معزل عن السقوط في نسيح إحدى أو أكثر من تلك الآفات، و أن الفرد هو صانع الآفات و ليس العكس، فانعكاساتها تكون عليه مهما كان دوره فيها أو بعده عنها، فقد وصلت الدراسة التي قام بها سعود عبد العزيز آل رشود، حول الآليات الإعلامية العربية للوقاية من جرائم الاحتيال، أن دور وسائل الإعلام في توعية المواطن غاية في الأهمية، إذ تقدم له مختلف أساليب وطرق الاحتيال وبالتالي قدرتها الفائقة على وقاية المجتمع وتحصينه من خلال إسهام المواطن في مكافحة هذه الجرائم  11.

-          الرسائل الإعلامية لا تُبنى في فراع و لا تأتي من فراغ أيضاً، بل هناك مراجع و سياقات و أسس، تتحكم في طبيعة القضايا المتناولة فيها، و أكثر من ذلك، الكيفية التي  تتناول بها تلك القضايا، فالأصل أن يكون البعد الأخلاقي هو أهم عنصر يتحكم في بناء المضامين الخاصة بالآفات الاجتماعية، و نحن عندما نقول البعد الأخلاقي، ندرج تحته كل الأبعاد الأخرى من دينية عرفية تقليدية .. أي الانتباه إلى البعد الأخلاقي في صياغة الرسالة (مهما كان نوعها).

-          يقول سمير لعرج في أطروحته للدكتوراه، أن المنظومة القیمیة التي تفرزها وسائل الإعلام  داخل كل مجتمع، كل متداخل، فما يقع على قیمة ما، قد یقع على قیمة أخرى 12، بمعنى أن النسيج الاجتماعي الذي يحتضن الآفات الاجتماعية، تتحكم فيه عدة قيم دينية، اجتماعية، أخلاقية، تاريخية، تقاليد، أعراف،.. لذلك على الصحفي عند تناوله لتلك الآفات، الأخذ بعين الاعتبار تلك الأبعاد المتداخلة، وفي دراسته لدور التلفزيون في تشكيل القیم، يرى سمير لعرج دائما،  أنه لا يمكن الحديث عن انتقال مجموعة من القیم، أو الرموز، أو الثقافة، أو سلوكات معینة إلى الجمهور المتلقي، إن لم یكن لهذه القیم والرموز، وتلك الثقافة و السلوكات مرجعية في الرسالة الإعلامية 13.

 

الخاتمة.

الإيمان بقوة تأثير وسائل الإعلام، ليس حديث اليوم، بل منذ الثلاثينيات القرن الماضي، حيث توصلت الكثير من الدراسات، على أننا يمكن استعمال وسائل الإعلام في الكثير من المجالات و بنجاح كبير، بخاصة في القضايا التي تتطلب تجنيد و تعبئة الرأي العام أو توجيهه مثل الآفات الاجتماعية، فقضية الهجرة غير الشرعية أو تعاطي المخدرات أو العنف في الملاعب على سبيل الحصر، هي من الآفات الاجتماعية التي يمكن لوسائل الإعلام محاربتها و القضاء عليها، و ذلك من خلال مميزاتها الوظيفية التي أتينا عليها سابقا، إذن نحن نظن أن الخلل يكمن في الاستعمال وليس في الوسائل في حد ذاتها، أي في طبيعة مقاربة الآفات الاجتماعية من طرف مختلف وسائل الإعلام عندنا، لذلك ينبغي إعادة النظر سواء في تكوين الإعلاميين على مجابهة هذا النوع من القضايا أو في تصور استراتيجية على شكل ميثاق أخلاقيات العمل الإعلامي في الشؤون الاجتماعية للمجتمع الجزائري، و ذلك عن طريق طرح القضية بجدية و موضوعية، و تمريرها عبر مقاييس علمية و مهنية خاصة بمتابعة و تناول الآفات الاجتماعية، بكل احترافية وموضوعية بناء على مرجعية مبنية على النسيق القيمية للمجتمع الجزائري و خصائصه، و منه إيجاد الحلول المناسبة لها، ثم القضاء عليها تدريجيا ولما لا نهائيا، لكن في غياب مثل هذه الآليات العلمية و المهنية، جعل الآفات الاجتماعية، تتطور بسرعة كبيرة و تتغدى من اللامبالاة و عدم الجدية و استغلال مشاعر الأفراد، و ما زاد الأمر تعقيدا، هو ضعف المؤسسات الاجتماعية الأخرى في تناول تلك الآفات بما ينبغي أن يكون.

إن وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، يجب أن لا تقف عند حدود طرح المشكلة، بل عليها أن تتجاوز ذلك للحديث عن الحلول و المقترحات و المخرجات السليمة لتفادي تفاقم تلك الآفات .. فالفرد الذي يرى أن مضمون وسائل الإعلام يعكس الواقع بدقة، يكون أكثر عرضة لتقبل القيم والمعارف المتضمنة في مضمونها بدون تفكير، أو على الأقل بتفكير منطقي و عقلاني في الحلول المقترحة و لما لا تبنيها.

صحيح أن وسائل الإعلام هي من أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية المكلفة بمحاربة الآفات الاجتماعية في أي مجتمع، لكنها ليست الوحيدة، فهي تعبر عن وضع مبني على طبيعة عمل تلك المؤسسات، فضعفها من ضعف تناول وسائل الإعلام لتلك القضايا، و نجاحها من نجاحها.


*  تم نشر هذا المقال في مجلة مصداقية العدد الثاني، السنة 2020، المدرسية العليا العسكرية للإعلام و الاتصال


الهوامش:

1  عمر عبيد حسنة، مقالات في الدعوة و الإعلام الإسلامي، كتاب الأمة، رقم 28، ص 08.

*  أعلن المركز الوطني للوقاية و الأمن عبر الطرقات في الجزائر، أن 1647 شخص توفى و جرح 16.200 آخرون نتيجة 11753 حادث مرور عبر مختلف مناطق الوطن خلال السداسي الأول من سنة 2019، و حسب المدير المكلف بالهجرة بوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة  العمرانية، فإن ما يزيد عن 40 ألف مهاجر غير شرعي يتم منعهم سنويا من التنقل إلى أوروبا و هذه النسب تجعل الجزائر من الدول الأكثر تضررا بالظاهرتين على سبيل الحصر فقط، كان بإمكاننا الإشارة إلى الكثير من تلك الظواهر مثل الانتحار و الجريمة المنظمة و الانحراف و التسرب المدرسي .. لكن همنا هنا هو دور وسائل الإعلام في محاربتها أو القليل من حدتها، أي وسائل الإعلام كتغير ثابت في هذه المحاولة.

2  يحي هني، وسائل الإعلام وتغطية أحداث العنف بين حق المواطن في الإعلام و الابتعاد عن الترويج الزائد.

**  لعل أكبر قضية يمكن أن نعبر بها عن هذا، هي قضية واتر غايت التي حدثت في الولايات المتحدة أيام الرئيس ريشارد نيكسون عام 1968، حيث فضح صحفيو جريدة واشنطن بوست الرئيس على إثر عملية التجسس التي قام بها أتباعه على الحزب الديمقراطي في مقره، و قد نتج عن هذه الفضيحة، غلى إسقاط رئاسة حكم نيكسون عام 1974

4  بشريف وهيبة، (تفعيل دور وسائل الإعلام للوقاية من جرائم المراهقين داخل المجتمع الجزائري)، مجلة الرسالة للدراسات و البحوث الإنسانية، العدد 06، 2018، ص 51.

5  مناد أمين، المعالجة الصحفية للجريمة في الصحافة المكتوبة  جريدة النهار الجديد. مقدم لنيل شهادة الماستر في علوم الإعلام و الاتصال، جامعة عبد الحميد بن باديس(مستغانم): قسم علوم الإعلام. والاتصال، 2013، ص 115.

6  أمینة رافعي، رانیة نسیب، دور وسائل الإعلام في الحد من ظاهرة العنف الأسري على الطفل. دراسة ميدانية على عينة من الأسر لولاية أم البواقي. مذكرة مكملة لنیل شهادة الماستر في علوم الإعلام و الاتصال، جامعة العربي بن مهیدي: كلية العلوم الاجتماعية و الإنسانية، 2016، ص 177.

*  أنظر البرنامج الذي قدمته إحدى القنوات التلفزيونية الجزائرية أثناء شهر رمضان 2020، حيث و بنوع من السخرية، تطرقت إلى موضوع حساس جدا، ألا و هو علاقة الرجل بالمرأة و وضع البرنامج المرأة في موقف مخزي و غير لائق، على أنها هدية تقدم إلى المشارك الذي هو رجل، إذا ما فاز ببعض الأمور.

7  طارق طراد و علة المختار، (مضامين وسائل الإعلام الجزائرية بين المنطق التجاري و الأدوار الاجتماعية) مجلة الفكر المتوسطي للبحوث و الدراسات للحوار الديانات و الحضارات، العدد 02، السنة 2018، ص 40.

8  السعيد بومعيزة، أثر وسائل الإعلام على القيم و السلوكيات لدى الشباب – دراسة استطلاعية بمنطقة بليدة – أطروحة دكتوراه دولة في علوم الإعلام و الاتصال، جامعة الجزائر: كلية العلوم السياسية و الإعلام، 2006، ص 343.

9  يوسف عبد اللاوي، (أثر وسائل الإعلام في نشر الآفات الاجتماعية، رصد و تحليل و معالجة) جامعة الوادي. ص 15.

10  محمد المسفر، (تحليل الرسالة الإعلامية:  تأثير الفضائيات العربية على الشباب العربي)، مجلة المفكر، العدد 03، فيفري  2008، ص 34.

11  سعود عبد العزيز آل رشود، الآليات الإعلامية العربية للوقاية من جرائم الاحتيال، مركز الدراسات و البحوث، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، 2006.

12  سمير لعرج، دور التلفزيون في تشكيل القيم الجمالية لدى الشباب الجامعي الجزائري، دراسة ميدانية، أطروحة دكتوراه في علوم الإعلام والاتصال، جامعة الجزائر: كلية العلوم السياسية و الإعلام، 2007، ص 09.

13  نفس المرجع، ص 17.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال