التفكير في عُدَّة التفكير:
مراجعة نقدية لنَظَرِيَّة "الاستخدامات والاشباعات" في البيئة الإعلاميّة والاتصاليّة الرقميّة.
![]() |
نظرية الاستخدامات و الإشباعات |
نصر الدين لعياضي Nacer-Eddine Layadi
Abstract
This study does seek to contribute to the scientific
debate that has been raised since more than two decades which revolves around
the following big-picture question: Is it possible to study social networking
websites using the theories that have studied traditional media? and for this
purpose, it has chosen the "Uses and Gratifications" theory.
Our study tries to discover what is the new in the
"Uses and Gratifications" theory in the study of the media compared
to previous theories. And to figure out the motivations that urge users to use
different social websites, and the gratifications achieved from this use. It
analyzed a sample of "Arab" research that focused on studying the
gratifications that these sites fulfill for their users, by implementing the
"qualitative meta-analysis" method.
This study questions the scientific value provided by
the "Uses and Gratifications" theory to understand the social
networks in the Arab cultural and media ecosystem. It also highlights the
limits of this theory in studying the audience in the digital information and
communication ecosystem relying upon the results obtained, after that I
discussed it in the light of the sociology of the uses that appeared in the
1980s, which re-read the relationship of the individual with the technical
disposal by using a network of innovative concepts such as: appropriation,
representation, interpretation.
Key words: Use, social use, expectations, motivations, achieved gratification, desired gratification, appropriation, qualitative meta-analysis.
ملخص:
تسعى
هذه الدراسة إلى المساهمة في النقاش العلمي الذي طرح منذ أزيد من عقدين من الزمن
والذي يتمحور حول السؤال التالي: هل يمكن دراسة مواقع الشبكات الاجتماعية
بالاستعانة بالنظريات التي درست وسائل
الإعلام التقليدية؟ وقد اختارت لهذا الغرض نظرية "الاستخدامات
والإشباعات".
وحاولت
أن تكشف عن الجديد الذي جاءت به نظرية الاستخدامات والإشباعات في دراسة وسائل الاتصال
الجماهيري مقارنة بما سبقها من نظريات. وأن تفهم الدوافع التي تحثّ المستخدمين على
استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية المختلفة، والإشباعات المحققة من هذا الاستخدام
. وقامت بتحليل عينة من البحوث "
العربية" التي اهتمت بدراسة الإشباعات التي تحققها هذه المواقع لمستخدميها
بالاعتماد على منهج "ميتا التحليل الكيفي. Qualitative meta-analysis.
وتساءلت عن القيمة العلمية التي قدمتها نظرية الاستخدامات والإشباعات لفهم مواقع
التواصل الاجتماعي في البيئة الثقافية والإعلامية العربية.
وقامت
بتشخيص حدود نظرية الاستخدامات والإشباعات في دراسة الجمهور في البيئة الإعلامية
والاتصالية الرقمية انطلاقا من النتائج التي حصلت عليها. وناقشتها على ضوء
سوسيولوجيا الاستخدامات التي ظهرت في ثمانيات القرن الماضي، والتي أعادت قراءة
علاقة الفرد بالعُدّة التقنيّة استنادا إلى شبكة من المفاهيم المستحدثة ، مثل:
التملك Appropriation
، والتمثل Representation
، والتأويل Interpretation
الكلمات المفتاحية: الاستخدام، الاستخدام الاجتماعي، التوقعات، الدوافع، الاشباعات المحققة، الاشباعات المرغوبة، الاستخدام الاجتماعي، التملك، ميتا تحليل كيفي.
المقدمة:
في
ظل التحوّل الكبير الذي تعيشها البيئة الإعلامية الرقميّة يتجدّد السؤال الذي طرح منذ حوالي عقدين من
الزمن: هل أن النظريات التي أطرت التفكير في الميديا التّقليديّة وقدمت الكثير من
المعارف العلمية التي ساهمت في تأسيس علوم الإعلام والاتصال، مثل نَظَرِيَّة حارس البوابة
الإعلامية، وانتقال المعلومات عبر مرحلتين، ولولب الصمت، وترتيب الأولويات (Agenda Setting) ، ونظرية التأطير
الإعلامي (Media
Framing)، وغيرها، لازالت صالحة وقادرة على معالجة الإشكاليات المعاصرة التي يطرحها استخدام
مواقع الشبكات الاجتماعية في ظل ما أصبح يعرف بــ "الميديا
الذاتي الجماهيري" (Self
mass media )، التي انمحت فيه الحدود بين منتجي
المادة الإعلامية
و"مستهلكيها".
وفي زمن تشذّر فيه الجمهور، واكتسب قدرا من التفاعل وحرّيّة التصرف في حوامل الاتصال المختلفة
ومحتوياتها المشخصنة personified ؛ أي موجهة لكل فرد حسب ملامحه السوسيولوجيّة والثقافيّة
والسّياسيّة؟
ستحاول هذه الدراسة
المساهمة في النقاش الذي أثاره السؤال المذكور أعلاه من خلال طرح نظرية "
الاستخدامات والإشباعات" على المساءلة لمعرفة مدى مساهمتها في فهم التحولات
التي يعيشها وسائل الإعلام في المجتمع المعاصر. إذ نعتقد أن تراكم العديد من
البحوث العلمية التي درست المواقع الإعلامية في شبكة الانترنت ومواقع الشبكات
الاجتماعية تحتاج إلى تقييم من أجل تقديم عناصر الاجابة الأولية عن السؤال التالي:
هل لا تزال نَظَرِيَّة
الاستخدامات والاشباعات ملائمة وصالحة ومناسبة لدراسة الميديا في المجتمع الرقمي؟ إنه السؤال الذي طرحه الباحث
البريطاني طوماس رودريغو Ruggiero) Thomas)(1) في العام 2000.
ولأجل
هذا الغرض، سنتوقف قليلا عند السياق التاريخي الذي ظهرت فيه نظرية "
الاستخدمات والإشباعات" والإضافات التي قدمتها لعلوم الإعلام والاتصال مقارنة
بنظريات الإعلام التي سبقتها في الوجود، والانشغالات العلمية التي عبرت عنها في
دراسة مواقع الشبكات الاجتماعية. وتطبيقات هذه النظرية في البحوث الإعلامية
العربية التي تناولت ما أصبح يعرف بــ "الميديا الجديدة" سواء كعُدّة تقنيّة أو ممارسة.
وعلى ضوء النتائج المتحصل عليها سنراجع هذه النظرية على ضوء نظريات الإعلام والاتصال الحديثة والأقرب منها على صعيد الهاجس المعرفي، ونخص بالذكر سوسيولوجيا الاستخدامات.
I- نظرية الاستخدامات والإشباعات:
ولدت نظرية " الاستخدامات
والإشباعات" من رحم نَظَرِيَّة التأثير النسبي التي استقاها بول لازارسفيلد في بحوثه منذ ثلاثينات القرن الماضي من أجل تلبية طلبا اجتماعيًّا شكله القلق
أو حتىّ الخوف من مخاطر الأفلام السينمائية على الأطفال. وفرضته رغبة ملاك
المحطات الإذاعية والمعلنين في معرفة سبب الإقبال على بعض البرامج الإذاعيّة. وتجلت
بعد انتشار أعمال مدرسة تورونتو ( Toronto School) في الاتصال
وعلى رأسها أعمال مارشال مكلوهان ( McLuhan) الذي نقل الاهتمام في الدرس الإعلامي من المحتوى إلى الوسيلة كحامل
للرسائل.
وصف إليهو كاتز (Elihu Katz )، الذي شارك بول لازرسفيلد ( Paul
Lazarsfeld) بحوثه، وزملاؤه نَظَرِيَّة "الاستخدمات
والإشباعات" بالقول: ( إنها محاولة لشرح ظاهرة – الإعلام- بسؤال الفرد عن
طريقة استعماله لوسائل الاتصال لإشباع حاجاته وبلوغ أهدافه بدل مصادر أخرى متوفرة في محيطه).(2)
لخصت الباحثان أنابل كين-هانس( Anabel
Quan-Haase ) وأليسن يونغ ( Alyson L. Young)
(3) ما يميز نظرية الاستخدامات والإشباعات عما سبقها من نظريات في
الخصائص الثلاث التالية: مَفْهَمَة الجمهور، وما يقوم به ، والاشباعات التي يحققها
مما يقوم به.
إنها
الخصائص التي جعلت نظرية " الاستخدامات والإشباعات" تنأى عن النزعة
الاستخفافية بالجمهور التي تراه كقطيع غنم باينرج ( §panurge).
فالجمهور لم يعدّ من منظور هذه النظرية كتلة واحدة متجانسة، يخضع للرسائل التي
يتعرض لها فتؤثر في سلوكه وآرائه، بل
مجموعات مختلفة بعاداتها الثقافية وحاجاتها الاتصالية والنفسية واستخداماتها
المختلفة لوسائل الإعلام. لقد جعلت هذه النظرية من الاختيار الفردي قوة مرجعية في
دراسة علاقة الجمهور بوسائل الإعلام.
إنها العلاقة
التي حصرتها في الثنائية التالية: الحاجات ( الحوافز)، والتطلعات أو الغايات من التعرض
لوسائل الإعلام ( الإشباعات). و لم يسبق لنظريات الإعلام السالفة عنها المهمومة
بالتأثير والدعاية أن تنتبه إلى هذه الثنائية.
لقد فتحت نظرية
"الاستخدامات والإشباعات" الأفق
لدراسة العلاقة القائمة بين الجمهور ووسائل الإعلام منذ منتصف سبعينات
القرن الماضي من منظور ماذا يفعل الفرد بالصحيفة والمجلة والفيلم والإذاعة
والتلفزيون؟ وبالتدريج تبوأ هذا المنظور
مكانة بارزة في بحوث الإعلام والاتصال بعد أن اتجه إلى معرفة ما يجنيه الجمهور من
الوسائل المذكورة بدل الانسياق وراء البحث عن تأثير وسائل الإعلام الذي تأكد أنه
تراكمي، ويحصل على المدى الطويل عبر مستويات مختلفة. ولا يحدث بشكل آني ومتزامن مع
الاستخدام. ويصعب عزله عن تأثير بقية المؤسسات الاجتماعية والثقافية.
مع تزايد الاعتماد
على نَظَرِيَّة "الاستخدامات والإشباعات" في دراسة وسائل الإعلام التقليدية،
الذي يؤكد نجاحها في الكشف عن بعض الجوانب في نشاط وسائل الإعلام التقليدية،
تعدّدت الانتقادات الموجهة لها من مواقع ابستمولوجية مختلفة على الصعيدين الفكري
والمنهجي، نذكر منها ما يلي:
على الصعيد الفكري:
أ- استلهمت هذه النَّظَرِيَّة من المدرسة الوظيفية. لقد حصر " هارولد لازويل"(
Harold
Lasswell ) أدوار وسائل الإعلام المختلفة في ثلاثة وظائف، وهي: مراقبة
البيئة للكشف
عما يمكن أن يهدّد النظام الاجتماعي أو يخلّ بقيم المجموعة أو العناصر التي تشكله
( البحث عن الأخبار، والتواصل)،
وربط مجموع الأجزاء المشكلة للمجتمع ( التفاعل والتنشئة الاجتماعية) ونقل التراث
الاجتماعي ( التعلم، ونقل المعارف). وأضاف لها "بول لازرسفيلد" ( Paul
Lazarsfeld) و"روبرت مرتن" Robert
Merton)) وظيفة رابعة تتمثل في التّسلية
والتّرفيه.(4) ( اللعب، وتَمْضِيَةُ الوَقْتِ، والاسترخاء (. وقامت نَظَرِيَّة الاستخدامات والإشباعات بالتأكيد على هذه
الوظائف انطلاقا مما يفعله الفرد بوسائل الإعلام. بمعنى أن "لازويل"
و"لازرسفيلد" و"مرتن" وغيرهم كانوا ينظرون إلى وظائف وسائل
الإعلام من زاوية ما تقوم به الأداة/الوسيلة، بينما اقترح أصحاب نَظَرِيَّة الاستخدامات
والإشباعات: كاتز ( ( Katz ، وبلوملر( Blumler )، وغورفيتش (Gourevitch)، وإيرزوغ
(
(Herzog، النظر إلى
الوظائف ذاتها من زاوية ما يقوم به الجمهور.
لم تلغ هذه النَّظَرِيَّة تأثير وسائل الإعلام ولم تعتبره تحصيل حاصل ينجم بمجرد
التعرض لمنتجات وسائل الإعلام ، بل رأته مجسدا في مشاركة الجمهور من خلال تشغيل
المفاهيم الإجرائية التي وظفتها، وهي : الحاجات، والتطلعات، والاستخدامات،
والإشباعات.
ب- لم يكتف البعض باختزال هذه النَّظَرِيَّة
في المدرسة الوظيفية، بل رأها عبارة عن مزيج مركب من هذه المدرسة والمدرسة
السلوكية التي تمنح للجمهور دورا نشيطا.(5) ويكمن طابعها السلوكي في التركيز الشديد على الحاجات
والاشباعات النفسية المشتقة من الاستخدام الفردي لوسائل الإعلام. ويقلّل هذا التركيز
من أهمية السياق الاجتماعي للنشاط الميديا إن لم يتجاهله. ولا يأخذ بعين الاعتبار
أن بعض الاستخدامات لوسائل الإعلام لا علاقة له بتحقيق الإشباع بقدر ارتباطها
بالسياق الاجتماعي الذي يفرضها".(6)
ت- لم تفلح هذه النَّظَرِيَّة في تقديم تفسير سببي مقنع لاختيار استخدام هذه الوسيلة الإعلامية أو
تلك لأن بعض الاستخدام يكون ظرفيَّا. ويتم في الغالب دون دافع واضح ومحدد، مما
يصعب حصره وقياسه، مثل "التسكع" في شبكة الانترنت. لذا يعتقد البعض أن
هذه النَّظَرِيَّة ربما تصلح لفهم
الاقبال على محتويات إعلاميّة محدّدة تكون دوافع الإطلاع عليها واضحة ومححدة، مثل
المحتويات الإعلامية السّياسيّة.(7)
ث- يُستنتج
من هذه النَّظَرِيَّة أن غاية وسائل الإعلام الوحيدة تكمن في سدّ حاجات الجمهور
وتحقيق إشباعاته. ولا تعاني من أي إكراه في سبيل ذلك. ولا دور لها في صياغة هذه
الحاجات وتوجيه الاهتمامات والإنشغالات، وفي صقل الذوق. إنّ نَظَرِيَّة
الاستخدامات والإشباعات تُحَيِّد وسائل الإعلام المختلفة عن مسار تنظيم السلطة
الاقتصادية والسّياسيّة في المجتمع. وتبعدها عن الاستراتيجيات الاتصالية التي
تنفذها المؤسسات المختلفة.
على الصعيد المنهجي:
§
يستعمل
كل شخص الميديا بطرق مختلفة لإشباع حاجاته المتنوعة ويكون بعضها خاصا جدا، مما
يعسر قياس تأثير هذه النَّظَرِيَّة. حقيقة لقد حاولت البحوث الأمبريقيّة أن تربط
الحاجات التي تنص عليها هذه النَّظَرِيَّة بهرم الحاجات التي وضعها "أبراهم
ملسو" Abraham) Malsow )،
مثلما اقترح ذلك روادها(8). فحصرتها في فئاته لكن اتضح أن تعدّد حاجات
الجمهور في استخدامه لوسائل الإعلام وتنوعها يؤدي إلى اسقاط بعض الحاجات من
الدراسة لعدم انضوائها في أي فئة من الفئات التي حددها هرم ملسو. هذا إضافة إلى أن
الاستخدام يستحدث حاجات جديدة تتكاثر إلى درجة يصعب قياسها أو يتم التعامل معها كبقية
الحاجات كأنها ذات قيمة متساوية. وربما يضطر الباحث إلى " اختلاق" حاجات
من أجل تبرير ما تقدمه وسائل الإعلام لجمهورها ومنحه شرعية.
§
تميّز
هذه النَّظَرِيَّة بين الإشباعات المرغوب فيها وتلك المحقّقة. قد يحدث أن تكون نسبة
الإشباعات المحقّقة أثناء تعرض الجمهور لوسائل الإعلام أعلى من نسبة الإشباعات
المرغوبة أو تكون أدنى منها. فيترتب عن هذه الأخيرة العزوف عن الوسيلة الإعلاميّة.
لكن البحوث الأمبريقيّة لم تصل إلى شحذ أدوات مناسبة ودقيقة لقياس هذه النسب
وتطبيقها على ديناميكيّة نشاط الوسيلة الإعلاميّة.(9) ولا إلى تفسير
سبب اختلاف نسب الاشباعات المحقّقة. ربما الأمر لا يتعلق بعجز أداة القياس بقدر ما
يرتبط بالإشكالية التي تطرحها هذه النَّظَرِيَّة والتي تحصرها في نفسية الفرد
ومزاجه المتقلب وليس في بعده الاجتماعي الذي يتسم بنوع من الاستقرار الذي تتطلبه
أداة القياس.
§
اعتمدت
جلّ البحوث الإعلاميّة التي وظفت نَظَرِيَّة "الاستخدامات والإشباعات"
على استطلاع آراء الجمهور. فما جمعته من بيانات من المبحوثين عن استخدامهم للميديا
هو حصيلة تصريحاتهم التي يتذكرون فيها وسيلة الإعلام التي استخدموها وأين يستخدمونها؟ ومتى؟
وكم من مرة يستخدمونها؟ وما هي المدة يستخدمونها؟ وما هي الإشباعات التي حققوها أو
يحققونها من هذا الاستخدام؟ وغيرها من الأسئلة التي يمكن أن تشكل مؤشرات تكشف عن
أهمية الوسيلة الإعلامية في حياة مستخدمها. لكن تظل بيانات الإجابة عن هذه الأسئلة
نسبية وقليلة الدقة. وذلك لأن قياس السلوك
الاتصالي وملاحظته يكون غالبا أكثر دقة من التصريح به.(10) لذا يحتمل
أن تكون نتائج هذه البحوث مشوهة."(11) لقد تفطنت بعض البحوث العربيّة في مجال الإعلام إلى
هذا الأمر إذ أكدت أن " إجابات الجمهور لا تعكس بالضرورة الواقع الفعلي لاستخدام أي وسيلة إعلامية."(12) ويحيلنا هذا الأمر إلى
إشكالية كبرى تتعلق بمدى دقة ومصداقيّة الاستبيان كأداة بحث في العلوم الانسانيّة
والاجتماعيّة في المنطقة العربيّة.(13)
II- " الاستخدامات والإشباعات" والبحث في البيئة الإعلاميّة الرقميّة
شُرِع في تطبيق هذه النَّظَرِيَّة على الميديا في بيئة
الواب مع بداية الاستخدام الاجتماعي لشبكة الانترنت في 1998 (14) . ثمّ توالت البحوث التي اعتمدت
على هذه النظرية مع تعدّد الخدمات التي تقدمها المواقع الإلكترونية في شبكة
الانترنت، وتزايد عدد المدونات الإلكترونية وارتفاع عدد مستخدمي مواقع الشبكات
الاجتماعية: ماي سبياس My
space ، سكندليف Second life، والفيسبوك، واليوتيوب، والتدوين المصغر ممثلا في موقع تويتر،
وغيرها من المواقع. هذا إضافة إلى تزايد استخدام الميديا التقليدية للعُدّة
التكنولوجية المعاصرة. وقامت هذه البحوث بمقارنة الاستخدامات والإشباعات التي
يحققها الجمهور من الميديا التقليدية وتلك التي يحققها من الميديا الحديثة مثل التلفيزيون التفاعلي.(15) وهذا انطلاقا من الامكانية
التقنية التي تمنحها هذه المواقع للمستخدم بحيث يستطيع أن يشارك في إنتاج
المحتويات المتداولة فيها ويحتمل أنه يستطيع أن يتحكم فيما يستخدم. (16) ليس هذا فحسب، بل حاولت هذه النظرية الإجابة عن الأسئلة
التي يطرحها الاستخدام المتزايد لمواقع الشبكات الاجتماعية على الصعيدين الكمي
والوقتي: عدد المستخدمين ومواقع الشبكات الاجتماعية التي يستخدمونها، والوقت
المخصص للاستخدام، والاشباعات التي تدفع
الجماعات الافتراضية إلى استخدام موقع هذه الشبكة الاجتماعية أو تلك أو الكف عن
استخدامها. " وهل الاشباعات تتغير مع الوقت أم تظلّ ذاتها مهما طالت مدة
الاستخدام" أم تتغير؟(17)
عبرت هذه الأسئلة عن العديد من الهواجس البحثية
نذكر منها : الهاجس التّسويقي لتلبية حاجة المؤسسات التجاريّة ووكالات الإعلان والعلاقات
العامة لمعرفة ماذا يجذب المستخدمين في المواقع في شبكة الانترنت ومنصاتها الرقميّة؟ (18)
وذلك من أجل التواصل مع زبائنها بشكل أكثر فاعليّة. والهاجس الاجتماعي الذي يعبر
عن الرغبة في معرفة الاختلاف بين مواقع الشبكات الاجتماعيّة ومدى قدرتها على تعزيز
العلاقات الإنسانيّة عبر الصداقة واللعب وتشكيل رأسمال الاجتماعي.(19)
والهاجس الاتصالي لمعرفة لماذا ينأى
الشباب عن الاتصال المباشر وجها لوجه ويتجهون إلى أشكال الاتصال الرقميّ،
ويتهافتون على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة؟ وأي موقع من مواقع الشبكات الاجتماعية أقدر على
إشباع حاجاتهم الاتصاليّة المستجدّة.(20)
تؤكّد مراجعة أدبيات هذه
المقاربة (21) على أن قائمة الاستخدامات والإشباعات المحقّقة من مواقع الشبكات الاجتماعيّة الأكثر تواترا تتضمن ما
يلي: التواصل مع الغير، والبحث عن الأخبار، والتنشئة الاجتماعية بتعزيز الانتماء
وكسب صداقات جديدة وتنشيط القديمة، والتّرفيه والتسلية والهروب من الواقع، وإبراز
الذات والمكانة الشخصية.
قبل مناقشة استخدامات الجمهور لمواقع التواصل الاجتماعي في البلدان الصناعية المتقدمة والإشباعات التي سعوا إلى تحقيقها، يجدر بنا التوقف عند الدراسات التي طبقت نَظَرِيَّة استخدامات والإشباعات على مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية.
IIIنَظَرِيَّة الاستخدامات والإشباعات والبحث في البيئة الإعلاميّة الرقميّة في المنطقة العربيّة
للوقوف على التوجه العام
للبحوث "العربية" التي استعانت بنَظَرِيَّة الاستخدامات والإشباعات التي طُبقت على البيئة الإعلاميّة والاتصاليّة الرقميّة اعتمدنا على
" ميتا التحليل الكيفي ©" " Qualitative meta-analysis "
والتي تعدّ منهجًا حديثًا جدًا.
لقد انبثق هذا المنهج عن " ميتا دراسة" Meta-Study" التي تشرحها الباحثة شايين زهو Shanyang
Zhao) ) ) 22 )
بالقول أنها تدرس نتائج وصيرورة الدراسات السابقة. فهناك ظاهرة ما نقوم بدراستها
وتحليلها، ثمّ تأتي دراسة ثانية لتحلّل الدراسة الأولى. إن هدف " ميتا
دراسة" لا يقف عند تلخيص نتائج الدراسات السابقة، بل التفكير في صيرورتها،
ودليلها في ذلك السؤالين التاليين: " أين وصلنا في هذه الدراسات؟ وإلى أين
نريد أن نمضي؟ (23)
نميل إلى القول أن جلّ البحوث " العربية" التي تناولت مواقع الشبكات الاجتماعية في إطار علوم الإعلام والاتصال استعانت بنَظَرِيَّة "الاستخدمات والإشباعات" إلى درجة بات الاعتقاد لدى قطاع واسع من الطلبة ودارسي علوم الإعلام والاتصال أنه لا توجد نَظَرِيَّة غيرها لدراسة هذه المواقع! بدليل أنه زُج بها لدراسة بعض الموضوعات مثل، تأثير استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الممارسة اللّغويّة، بدل تطور الممارسات اللغوية في هذه المواقع، ودور مواقع التواصل الاجتماعي في التغيير السياسي في الدول العربية، وغيرها من المواضيع المشابهة! وغني عن القول أن هذه النَّظَرِيَّة وما وظفته من عُدّة منهجيّة لا تفيد دراسة مثل هذه المواضيع، بصيغتها المذكورة، التي تتطلب مقاربات نَظَرِيَّة أخرى غير وظيفية لفهمها وتفسيرها.
إن دراسة كل البحوث التي جندت نَظَرِيَّة الاستخدمات
والإشباعات لدراسة "الميديا الجديدة" في المنطقة العربية شبه مستحيل.
وحتّى لو افترضنا أنها في متناول البعض فإن القيام بها غير مثمر أو قليل الجدوى
لأنها تتشابه في تواترها، ويتطابق بعضها على بعض. لذا فضلنا الاعتماد على "
ميتا التحليل الكيفي" مثلما أسلفنا القول.
يعتبر " الميتا تحليل
الكيفي" منهجا علميا صارما يقوم بمراجعة نقدية للأدبيات المستقاة من
"ميتا التحليل الكمي". يقدم ملخصا يأخذ بعين الاعتبار العناصر التي تحيل
إليها البحوث والمقالات المختارة من أجل
استخراج البيانات في شكل ملاحظات وشروح. (24)
إن هذا المنهج، الذي يقترح
القيام بدراسة الدراسات السابقة، أي تحليل
ثان لظاهرة إعلامية أو ثقافية كما تتجلى
في البحوث الأولى " أصبح مفيدا وضروريا نظرا للتراكم الكبير في البحوث
الكميّة في دراسة الظواهر الاجتماعية على مر السنين". (25)
لقد اعتمدنا في هذه الدراسة
على عينة قوامها 35 بحثا شمل أطروحات دكتوراه ومذكرات الماجستير والماستر ودراسات
نشرت في مجلات أكاديمية خلال الفترة الممتدة من 2009 إلى 2018. لقد استقيناها من
مواقع بعض الجامعات العربية في شبكة الانترنت، ومن الأرضية الجزائرية للمجلات
العلمية (ASJP)، ومن موقع academia.edu ومحرك البحث google.scholar. لقد جرت بحوث هذه العينة في العراق،
والسعودية، والإمارات، والأردن، وسوريا، وفلسطين، ومصر، والجزائر. وركزت بدرجة
أساسية على مواقع الشبكات التالية: الفيسبوك، وتويتر، واليوتيوب وانستغرام. وقد
تجنبنا في اختيار هذه العينة تكرار مواضيعها.
والغريب أن معظم هذه البحوث
أجريت على الطلبة، والأساتذة، والموظفين والموظفات في الجامعة. وإن كان مجال
تطبيقها يريح الباحثين كثيرا لسرعة تنفيذ بحوثهم ودراستهم، ولسهولة الحصول على
المبحوثين وتفهمهم وتعاونهم في إنجاز البحث، فإنه يضعها على محك المصداقية ليس على
مستوى مدى تمثيلها لعينة المجتمع المدروس، بل لأن الجامعة لا تمثل كل أفراد
المجتمع. فالطلبة يشكلون جزءًا من الشباب لكنهم ليسوا كل الشباب في أي مجتمع. وتسجل
الكثير من البحوث الأجنبية العديد من المأخذ على تطبيق نظريات الاستخدامات والإشباعات
على الطلبة والتي تقلل من صدقية نتائجها.(ª)
كشف منهج "ميتا التحليل النوعي" على أن العينة المدروسة توصلت إلى العديد من الدوافع المتواترة، والمتشابهة بعبارات مختلفة. فصنفناها وفق الفئات الأربع التالية في هذا الجدول:
الدافع |
نوعه |
الإعلام / مراقبة المحيط |
§ البحث عن الأخبار والإطلاع
على المستجدات المحليّة والدوليّة، ومعايشة مشاكل العصر § استقاء المعلومات وتقاسمها
مع الغير
§ التعليق على الأخبار
والمعلومات المتداولة |
التعريف بالذات وإعلاء مكانتها
الاجتماعية والمهنية |
§
تحسين المكانة الاجتماعية: التثقيف، والإطلاع على
المراجع العلميّة لإنجاز البحوث، وتطوير الكفاءة المهنية، والبحث عن منصب عمل §
التعبير بحرية عن الرأي، وممارسة الحرية الفكريّة §
الدعوة إلى عمل الخير وتقديم النصح والهداية §
تحقيق الذات – تعزيز الثقة بالنفس §
البحث عن الشهرة §
الانفتاح الفكري § التبادل الثقافي §
التسوق |
إنشاء علاقات اجتماعية
وتطويرها |
§
التواصل مع الأهل والغير والتفاعل معهم §
البحث عن صداقات جديدة §
الحفاظ على الصدقات القديمة §
تشكيل رأسمال اجتماعي §
ملء الفراغ العاطفي §
القضاء على العزلة |
التّسلية والتّرفيه |
§
تمضية الوقت §
اللعب §
القضاء على الملل §
الهروب من مشاكل الواقع ، والتّنفيس عن الذات §
التلصّص على الغير |
لم تميّز عينة الدراسة بين الاستخدامات
والإشباعات التي يحققها الأفراد من مواقع التواصل الاجتماعي وتلك التي تسعى إليها
المؤسسات والهيئات والجمعيات ذات النفع العام. وبعض الدراسات لم تهتد إلى مجتمع
بحثها، مثل" مواقع التواصل الإجتماعيYouTube
"،" Facebook " والحركة الجمعوية
البيئية في الجزائر". لقد وجهت صحيفة الاستبيان إلى الجمهور
العام: مستخدمي مواقع الفيسبوك واليوتيوب بدل التوجه إلى المسؤولين عن الجمعيات
المذكورة أو الساهرين على منشوراتها في مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة حاجاتهم من
بث فيدوهاتهم ومنشوراتهم، وما حققوه جراء
ذلك من إشباعات. وما ترتب عن ذلك على مستوى استراتيجية اتصال جمعياتهم. كذلك الأمر
بالنسبة لموضوع مواقع التواصل الاجتماعي ونشر الوعي البیئي،
أو دور مواقع الشبكات الاجتماعية في العلاقات العامة.
رغم
أن الكثير من البحوث التي شملتها العينة صنفت دوافع استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية إلى نفعية
وطقوسية. وفصلت الإشباعات إلى عملية مرتبطة بالوسيلة وأخرى متصلة بالمحتوى (26) إلا أن النتائج التي توصلت إليها
متواضعة جدا في تقديرنا. والسبب في ذلك لا يعود للتداخل بين المحتوى والحامل،
مثلما هو الشأن في بعض المواقع، مثل موقع شبكة " اليوتيوب"، فقط، بل
يرجع إلى قصور هذه النَّظَرِيَّة في دراسة الميديا في بيئة الواب 2 بدرجة أساسية،
وإلى ظروف إنجاز مثل هذه البحوث في المنطقة العربيّة مثلما أشرنا أعلاه.
تطرقت بعض بحوث العينة إلى مسألة الاشباعات بشكل
عرضي فقط. ولم تبيّن بدقة ما هي الإشباعات التي تحقّقت عبر استخدام مواقع الشبكات
الاجتماعيّة وتلك التي لم تتحقّق.
واشتركت
البحوث " العربية" مع غيرها من البحوث الأجنبيّة في هاجس الخوف من مخاطر
التطور السريع لتكنولوجيا الاتصال على الفئات التي يعتقد أنها هشة: الشباب
والمرأة. فمن المتعارف عليه أن ميلاد كل
وسيط اتصالي جديد يجلب معه قدرا من القلق والخوف من تأثيره على الأفراد والمجتمع.
لكن يبدو أن الوازع الأخلاقي الظاهر في بعض البحوث " العربية" طغى على
هاجسها الاستكشافي( العلمي). وهذا ما يتجلى من خلال التأكيد المطلق على أن لمواقع
الشبكات الاجتماعية تأثير سلبي على عفة المستخدمين وعلى أخلاقهم دون تفكيك مفهوم
الأخلاق وتشخيصه في وحدات تكوينيّة وملموسة يمكن قياسها. فكلّلت هذه البحوث بإصدار
أحكام قيمية واسقاط قناعات ذاتية على البحث تتماهى مع الحس المشترك. وأدى عدم
التشخيص هذا إلى التضارب بين النتائج والأحكام. إذ يذكر أن بعض البحوث، على سبيل
المثال، تشير، من جهة، إلى أن هذه المواقع تدفع المستخدمين إلى القيام بما يتنافى والأخلاق:
إهدار الوقت. وتؤكد من جهة أخرى على أن إشباعاتهم تزداد بارتفاع الوقت الذي يقضونه
في استخدام هذه المواقع!
فهل هذا يعني أن إهدار الوقت يندرج ضمن إشباعاتهم؟ إذا السؤال الذي يجب العثور على
إجابة علمية له يتمثل فيما يلي: لماذا يلجأ مستخدمو مواقع الشبكات الاجتماعية إلى
إشباع حاجتهم التي يصنفها الكثير من الباحثين بأنها غير أخلاقية؟
إن مناصري نَظَرِيَّة الاستخدامات والاشباعات يقفزون على الفرق الواضح بين الميديا الجديدة والتقليديّة. فالمستخدم هو الذي يشارك في تحقيق إشباعاته، بصرف النظر عن طبيعتها، بواسطة مواقع الشبكات الاجتماعية ضمن الحدود التقنيّة التي تميز هذه الأخيرة. بينما تتولى وسائل الإعلام التقليديّة بمفردها تحقيقها. ما يثبت هذا القول أن الكثير من البحوث العربيّة التي أجريت قبل 2011 وصفت مواقع هذه الشبكات بأنها مفسدة للأخلاق لكن بعد أحداث ما أصبح يعرف بــ "الربيع العربي" أضحت توصف بالأداة " الثورية"! وبهذا ركزت على الأداة وتناست الفاعل الأساسي الذي يوظفها.
غني
عن القول أن جلّ البحوث المدروسة تشترك في القول أن مستخدمي مواقع الشبكات
الاجتماعية، بصرف النظر عن شريحتهم الاجتماعية ومستواهم الثقافي ونشاطهم المهني،
يستخدمونها من أجل تمضية الوقت أو إضاعة الوقت. ربما الأمر يتعلق بمعنى السلبي
الذي تتضمنه عبارة " إضاعة" الوقت. فبصرف النظر عن الإدمان لا ترى بعض
البحوث العربية في الألعاب الإلكترونية ، على سبيل المثال، سوى " إضاعة"
الوقت متناسية أن اللعب أصبح أداة تعليمية وتربوية تساهم في تكوين شخصية الطفل. ثم
كيف نفسر مسألة إضاعة الوقت و التأكيد في الوقت ذاته على أن اشباعات المستخدم
ترتفع بازدياد الوقت الذي يخصصه لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي؟
في
تناولها للاستخدام حاولت البحوث المدروسة أن تحصره في بعض المحددات، مثل سن
المستخدم، وجنسه ( ذكر أو أنثى) ومستواه التعليمي، ومكان استخدامه، ووقت استخدامه
ومدته، وعدد الاستخدامات في اليوم، ولغة
الاستخدام. ونوع موقع شبكة التواصل التي يستخدمها. إنّ البيانات عن بعض المحددات، مثل
مكان الاستخدام أصبح لا معنى له في زمن توفرت فيه الانترنت المتنقلة عبر الهاتف
الذكي. وكذلك الأمر بالنسبة إلى وقت الاستخدام ( صباحا أو مساء أو ليلا) في ظل
تحرّر المستخدم من إكراهات الزمن. إن مثل هذه المعلومات لا تفيد سوى موزعي الصحافة
الورقيّة، والقائمين على البرمجة التلفزيونية في التلفزيون التقليدي.
وجلّ
البيانات الأخرى أصبحت متوفرة. بعضها يوفره الموقع ذاته. وبعضها يفصح عنه مستخدم
مواقع الشبكات الاجتماعية ذاته. وبعضها توفره محركات البحث العامة والمتخصصة(27) وبرامج التجسس الرقمي. لقد
أثارت هذه البيانات ولازالت تثير صراعا عنيفا حول أشكال حماية الحياة الخاصة منذ
" فضيحة" كامبرج اناليتيك. فلا غرو إن قلنا بأن عائدات مواقع الشبكات
الاجتماعية تتوقف على مدى ما تجمعه من بيانات شخصية عن مستخدميها. إنها العائدات
التي أوحت إلى عالمة الاجتماع الأمريكية، شوشانا زابوف ( Shoshana Zuboff)، بصياغة
مفهوم " رأسمالية المراقبة" (Surveillance
Capitalism) كشكل جديد من تطور النظام الرأسمالي العالمي. حقيقة أن
طبيعة البيانات المتوفرة لا تملك القيمة ذاتها لأنها جمعت لأغراض مختلفة، لكن يمكن
للباحث أن يستغلها بعد أن يجتهد في غربلتها وتصنيفها وتحليلها في إطار الإشكالية
التي يثيرها بحثه.
أكدت
البحوث أن بعض الفئات تستخدم مواقع الشبكات الاجتماعية لأغراض مهنية. فالصحافيون،
على سبيل المثال، يعتمدون عليها لمتابعة الأخبار والبحث عن مصادرها. ويستخدمها
الطلبة من أجل الحصول على المراجع العلمية والكتب، ولتوسيع أفقهم المعرفي في مجال
تخصصهم. وبرّرت سبب تفضيل المستخدمين لبعض المواقع الاجتماعية عن غيرها، إذ ذكرت
أن الطلبة يستخدمون موقع الفيسبوك من أجل التواصل مع الأهل والأصدقاء والدردشة
معهم، بينما يستخدمون موقع شبكة تويتر للحصول على الأخبار والمعلومات."(28)
وتستخدم المراهقات في دولة الإمارات العربية موقع شبكة اليوتيوب للتّسلية: مشاهدة
الأفلام والمواد التلفزيونية، والفيديو كليب، بينما تستخدم
البالغات موقع تويتر لمتابعة الأخبار والحصول على المعلومات !
تعدّ
هذه النتائج عبارة عن تحصيل حاصل. وتكشف عن حدود نَظَرِيَّة الاستخدامات
والإشباعات التي لا تأخذ بعين خوارزميات مواقع الشبكات الاجتماعية التي تحدّد من
يتابع ماذا عبر منصاتها؟ فمسؤول موقع شبكة
الفيسبوك على سبيل المثال قرر في يناير 2018 تغيير الشريط الخاص بالأحداث ( (newsfeed
ليمنح الأفضلية للأخبار والمعلومات ذات الصلة بالأصدقاء والعائلة. وهذا على حساب
الأخبار العامة التي تتداولها وسائل الإعلام الكلاسيكية. فالاستخدام الذي تتحدث
عنه النَّظَرِيَّة المذكورة مرهون بطبيعة
موقع الشبكات الاجتماعية وخصوصيتها. وهذا ما تؤكده بعض البحوث التي بينت بأن دوافع
استخدام الناس لموقع الفيسبوك مثلا يكون مبينا على ما يتيحه هذا الموقع من
اختيارات ووظائف. والكل يعلم أن مواقع الشبكات الاجتماعية المختلفة ظلت تجدد
اختياراتها وتبتكر الوظائف من أجل جذب أكبر عدد من المستخدمين ولجمع أكبر كمية من المعلومات عنهم.
إن
العدّة التكنولوجيّة ليست مجرد قنوات توصيل محايدة تنقل المحتويات فقط. فطبيعتها
الفيزيائيّة تتدخل في مسار التواصل. إنها تكنولوجيا فكرية تخضع للإكراهات
التقنيّة وتتمتع بإمكانيات الإنتاج الفردي والجماعي للتَمثّلات الرمزيّة.(29)
تلتقي
كل البحوث المدروسة في التأكيد على أن المبحوثين يستخدمون مواقع الشبكات
الاجتماعية لتلبية حاجتهم للتواصل مع الغير. لكنها لا تتكبد عناء التفكير في
الإشكاليات التي يطرحها التواصل، والتي شكلت هاجسا معرفيا لدى علماء الاجتماع
والفلاسفة مثل شارل كولي (Charles
Cooley) ، وجون ديوي (John Dewey ) وولتر ليبمان (Walter Lippmann)، ويورغن هابرماس ) Jürgen Habermas (، ولوسيان سفز (ٍLucien
Sfez) ، وريجست دوبري (Régis
Debray )، ودومنك ولتن (Dominique Wolton)،
وغيرهم. وهنا يكمن، في اعتقادنا، قصور نَظَرِيَّة الاستخدامات والإشباعات التي ترى
أن وسائل الإعلام وجدت لتلبية حاجات الجمهور. وتعددّها نابع من تعدّد هذه الحاجات
ولا علاقة له باستراتيجيات الفاعلين في الاتصال ولا المصلحة ولا النزاعات الناجمة
عنها. هذا على الصعيد النظري. أما على الصعيد العملي فإن هذه النَّظَرِيَّة تتعامل
مع الاتصال كمعطى بديهي وكامل وواضح ولا يثير إنجازه أي إشكال ، ولا يختزن
التقاليد الثقافية والخصائص الاجتماعية للمتصلين ولا يهدّدها. فالوعي بأن الاتصال
يتموضع داخل المجتمع وينفذ بأدوات مجتمعية معينة"(30) يكاد يغيب عن هذه النَّظَرِيَّة.
لقد حاولت بعض الدراسات(31)
معرفة تباعات تموضع مواقع الشبكات الاجتماعية في السياق الاجتماعي للمتصلين في
البيئة الثقافيّة الجزائريّة وربما العربيّة، من خلال طرح بعض الأسئلة، مثل : هل استطاعت مواقع الشبكات
الاجتماعيّة أن تُحوّل اتصالنا الضمني، الذي لا تُفهم دلالته إلا بقراءة ما بين
السطور، إلى اتصال صريح بعد أن تخلى البعض
عن الاتصال المباشر وجها لوجه، واكتسب البعض الآخر الجرأة أو الشجاعة التي يضمنها
الاسم المستعار الذي يُستخدم في هذه المواقع؟ وهل تعوض الملفوظات المتداولة في هذه
الشبكات الاتصال غير اللفظي بعد انمحاء المكان وغياب الاتصال القربي" "
Proxemia الذي يحتل مكانة بارزة في
ثقافتنا ؟ وهل تقضي هذه الشبكات على المرجعية التراتيبية في اتصالنا بعد اختفاء سن
المتصل ومستواه التعلمي ولا يظهر في الشاشة إلا نادرا؟
يمكن أن نفهم الحدود العلمية لنَظَرِيَّة الاستخدامات
والإشباعات في بيئة الواب 2 إذا نظرنا إليها من زاوية التيار البحثي الذي ظهر في
فرنسا في ثمانيات القرن الماضي تحت مسمى " سوسيولوجيا الاستخدام،"(32)
والذي يستند إلى براديغم البنائي والتفهمي. يرى هذا التيار أن الاستخدام، الذي يعد
مفهوما مركزيًّا في هذه النَّظَرِيَّة يلفه الكثير من اللبس، ويثير الكثير من
الجدل. فإحدى رائدات هذا التيار، جوسلين جووي ( Josiane Jouët )، تمّيز بين استخدام
التكنولوجيا المعاصرة وممارستها. فالاستخدام في نظرها اختزالي يحيل إلى
مجرد الاستعمال بينما تعدّ الممارسة مفهوما أكثر صياغة. ولا تقتصر على
الاستعمال التقني بل تشمل السلوك والمواقف وتمثّلات الأشخاص ذوي الصلة بالأداة التقنية ( 33). ويعتقد الباحث " لاكروا
جون غي" Jean-Guy.Lacroix)) أن هناك
خلطا في المفهومين: الاستخدام والممارسة، ويقترح بدلهما مفهوم الاستخدامات الاجتماعيّة" التي
يعني به " أنماط من الاستعمال التي تتجلى عبر تواترها في صيغة العادات
المندمجة كليا في الحياة اليومية لتندرج في طائفة من الممارسات الثقافية السالفة
وتنغرس فيها. ومن المحتمل أن تقاوم الممارسات المنافسة الأخرى أو ذات الصلة.(
34 )
يمكن أن ندرك على ضوء هذا الجدل أن نَظَرِيَّة
"الاستخدامات والإشباعات" سطحت مفهوم الاستخدام وأفرغته من ثراء محتواه
الاجتماعي. وبهذا تلتقي مع بعض النظريات المستقاة من البراديغم الوضعي التي لا
تملك في حد ذاتها أي قيمة ماعدا تلك المرتبطة بالأحداث
والوقائع. فهي لا تكشف عن أي شيء من الواقع سوى ما تتضمنه الأحداث والوقائع ذاتها.)35 (ولم تستثمر ما أشار
إليه السوسيولوجيان بول لازرسفيلد، وهيرتا هيرزوق عندما أكدا أن وسائل الإعلام قد
تقوم بوظائف مختلفة عن تلك التي صُمِّمَت من أجلها ساعة اختراعها.(36) فالاستخدام من منظور نظرية الاستخدامات والاشباعات يبدو فقيرا ولا يملك السمك الذي منحته له مدرسة الدراسات
الثقافية studies cultural . ولتوضيح هذه الفكرة يمكن القول أن الباحث "ستيورت
هال"( Stuart Hall)، أحد رواد هذه المدرسة أكد بأن بعض المفاهيم مثل "
التأثير" والاستخدامات" و" الإشباعات" هي ذاتها مؤطرة ببُنَّى
الفهم والاستيعاب، وببُنَّى اجتماعية واقتصادية تصقل العملية التي تتجسد عبرها هذه
المفاهيم في أخر حلقة في عملية التلقّي، وهي التي تسمح بتحويل المعاني الدالة في
اللّغة إلى سلوك ووعي.(37)
لقد حاول تيار "سوسيولوجيا الاستخدامات أن يعطي
سمكا أمتن للاستخدام من خلال تبني مفهوم " التملك" Appropriation؛ أي أن كل
مستخدم يبتكر وظائف خاصة به في استخدامه للوسيلة التقنية- الميديا- غير تلك التي
صُمّمت من أجلها هذه الوسيلة - أو يضيف إليها وظائف أخرى.
تأسيسا على ما سبق قوله تبدو نَظَرِيَّة الاستخدامات
والإشباعات عاجزة عن الإلمام بالظاهرة الإعلامية والاتصالية المعقدة في بيئة الواب
2 والغوص في عمقها. فالحاجة العلمية لم
تعدّ، في نظرنا، قائمة لمعرفة هل أن " الميديا الجديدة" تشبع حاجة الناس
للإعلام في ظل توفر الأخبار والمعلومات في المجتمعات المعاصرة إلى حد التُّخمة.
فالضرورة العلمية أصبحت تملى على الباحثين الانشغال بالكيفية التي ينتقي بها الناس
الأخبار، والاهتمام بأساليبهم الخاصة في التأكد من مصداقيتها في ظل تأخر أو عجز
الكثير من وسائل الإعلام الكلاسيكية ومواقع الشبكات الاجتماعية عن محاربة الأخبار
المزيفة Fake News من جهة، وضعف الكفاءة التقنيّة لدى المستخدمين في التحري عن صحتها
من جهة أخرى. فهل تستطيع نَظَرِيَّة انتقال المعلومات عبر مرحلتين of information Two
step flow، على سبيل المثال، التي طورها بول لازرسفيلد وإيهو كاتز في 1955، أن تلبي هذا الانشغال؟
والحاجة العلمية لم تعد قائمة أيضا لمعرفة هل أن مواقع
الشبكات الاجتماعية تشبع حاجة مستخدميها لتعزيز شعورهم بالانتماء بعد أن تحول قطاع
واسع من مستخدميها إلى جماعات افتراضية virtual communities . الكل يعلم
أن هذه المواقع فضاءات منفتحة نظريا لكن ديناميكية تشكل هذه الجماعات الافتراضية
يدفعها للانغلاق أكثر فأكثر في إطار ما يُعرف بالتوحد الرقمي homophilia . فهل تساهم
مواقع الشبكات الاجتماعية في تعزيز تنظيم المجتمعات على أسس اقصائية: طائفية
وهوياتية بدل السعي لتجسيد فلسفتها القائمة على مساواة الجميع و محاربة كل اقصاء؟
إن ممارسة الاتصال عبر مواقع
الشبكات الاجتماعية أفرزت بعض المفارقات، نذكر منها أن المستخدمين يسعون جاهدين
إلى ابراز ذاتهم وسردها لأسباب شتى، ويشتكون في الوقت ذاته من سطوة هذه المواقع
التي " تنتهك" خصوصيتهم! فهل جوهر هذه المفارقة يكمن في تصورهم المشوه
لهذه العُدّة التكنولوجية أو في قلة كفاءاتهم التقنية؟ إن المنطق الوظيفي الذي
تستند إليه نَظَرِيَّة الاستخدامات والاشباعات يعجز، في تقديرنا، عن معالجة هذه
المفارقة.
يستلزم استخدام مواقع الشبكات
الاجتماعية إدارة الهويّة الرقميّة ، ولكل مستخدم استراتيجيته في ذلك . إنه يتفاوض
على الحدود الفاصلة بين هو عام في حياته اليوميّة وما هو خاص. ونَظَرِيَّة
الاستخدامات والإشباعات لا تستطيع الأخذ بيد الباحثين للكشف عن هذه
الاستراتيجيا.
V - الخلاصة:
تتسم دراسة إسخدامات الميديا في
بيئة الواب بالتعقد وذلك لأن " عدتها
التقنو –تنظيمية" تزداد تشابكا وتتداخلا. وتتضاعف من خلالها الفضاءات
الرقميّة التي تسهل تدفق المحتويات فيها.(38) فالحاجة العلمية أصبحت
تتطلب القدرة على تفكيك هذه التعقد واستجلاء تبعاته في الحياة اليومية.
والسؤال الذي واظبت نَظَرِيَّة
الاستخدامات والإشباعات على الإجابة عنه طيلة نصف قرن، والمتمثل في ماذا يفعل الجمهور بوسائل الإعلام، لم يعد، في نظر أصحاب
البراديغم البنائي والتفهمي، يحظى بالأولوية، وربما بالأهمية، لأن الجمهور يتجه
اليوم تدريجيا ليكون شريكا في منتجات الميديا. وأن ما يقوم به أصبح مرئيا في
مختلف المنصات الرقمية ويمكن ملاحظته. ويعتقدون أن السؤال المحوري الذي يتطلب
إجابة وافية عنه يتمثل في: ما هي المعاني التي يمنحها مستخدمو مواقع الشبكات
الاجتماعية لِما يقومون به في مختلف الشاشات في أثناء القيام به. فالصراع الدائر اليوم هو صراع
المعني الذي نمنحه للأفعال والظواهر والتصورات.
ونميل إلى الاعتقاد بأن تعقد الظواهر الإعلامية والاتصالية في العالم المعاصر أصبحت تتطلب تعدّد العُدّة المنهجية للإلمام بها من مختلف الجوانب قصد فهمها وشرحها. وهذا يستدعي الاستعانة بـــ "المتا نَظَرِيَّة "Metatheory" قبل الدعوة إلى توليف بعض النظريات لدراستها.
المراجع والإحالات:
[1] - Anabel Quan-Haase: Is
the Uses and Gratifications Approach Still Relevant in a Digital
Society? Theoretical and Methodological Applications to Social Media FIMS
Publications (Canada, FIMS Publications, 2012). P,1-4,
doi:10.4172/2165-7912.1000e124
2
- Katz, E., Blumler, J., & Gurevitch, M. Uses and
gratifications research. Public Opinion Quarterly,( USA, Volume 37, Issue 4, WINTER 1973) Pages 509–523, doi.org/10.1086/268109
3
- Anabel Quan-Haase and Alyson L. Young : The Uses and
Gratifications (U&G)
Approach as a Lens for Studying
Social Media Practice, in Robert S. Fortner and P. Mark Fackler
The Handbook of Media and Mass Communication Theory , First Edition (
USA, John Wiley & Sons, Inc, 2014) p 272
4 - أرموند
وميشال متلار، تاريخ نظريات الاتصال، ترجمة نصر الدين لعياضي والصادق رابح
، الطبعة الثالثة ( لبنان، المنظمة العربية للترجمة، 2005 ) ص 52
5-
Willett, G. La communication modélisée. Concepts, modèles, caractéristiques
et limites. ) Canada, Édition du renouveau pédagogique, 1992) p 475
6 - هذه احدى الانتقادات التي وجهتها الباحثة إين أنج ، نقلا
عن:
Open Textbook Project : Mass media: effects research uses and gratifications, January 15, 2016 accessed March 22, 2020.
http://www.opentextbooks.org.hk/ditatopic/14673
7 -
McQuail Denis: mass communication theory,
6th edition (USA, SAGE Publications Inc
2010) p.504
8 -
Katz, Blumler, Gurevitch; Uses and
gratifications research, P 509–523
9
- McQuail , Denis: mass
communication theory, p 506
10
- Quan-Haase and
Young : The Uses and Gratifications (U&G) Approach, p 281
11 - إين أنج ، مصدر سابق
12 -
محمد
البشر،
قصور النظرية في الدراسات الإعلامية،
المجلة العربية للعلوم
الاسانية ( جامعة الكويت،الكويت، العدد
83 السنة 2003 ) ص 104 ،
13- أنظر: نصر الدين لعياضي : .الرهانات الابستمولوجية والفلسفية للبحث الكيفي: نحو أفاق جديدة لبحوث الإعلام والاتصال في
المنطقة العربية، مجلة
اتحاد الجامعات العربية للآداب ( الأردن، العدد الثاني، المجلد العاشر، hgskm
2013 ( ص 1477
14 -
Eighmey J & McCord L Adding value in the information age: Uses and
gratifications of sites on the World Wide Web, Journal of Business
Research ( USA, N0 41,vol 3, 1998) p 187-194
15- صنفت إشباعات الأنترنت إلى صنفين:
الإشباعات الأداتية المباشرة ويقصد بها الرضا على العثور على المعلومات والسرعة في
تحقيق ذلك. والإشباعات النفسية غير المباشرة والمتمثلة في الرضا على الذات نتيجة
التحكم في الأداة والإحساس بتطور الكفاءة الذاتية. بينما صنفت اشباعات استخدام
التلفزيون التفاعلي إلى أربعة أصناف، وهي: النفعية، واللهوية، والاجتماعية،
والأرغونومية ergonomic
Sandrine
Bensadoun-Medioni : Le modèle des usages et gratifications appliqué à Internet et
la télévision interactive, Cahier de recherche de RDM ) Université Paris-Dauphine; France ; n03, 2010( p 4-5
16
- Quan-Haase, A.,
& Young, A. L. U&G of social media: A comparison of
Facebook and Instant Messaging. Bulletin
of Science, Technology and Society, (SAGE
Publications, USA, No 30-5, 2010) p 350–361.
17-Anabel
Quan-Haase and Alyson L. Young: The Uses and Gratifications (U&G)
Approach, p 274
18- أنظر على سبيل المثال:
David
Lindsey Williams Why people use social media: A uses and gratifications
approach - Qualitative Market Research (Emerald
Group Publishing Ltd, United Kingdom, June
2013) pp 362-369
19- أنظر على سبيل المثال:
§
Lineberry, Zhang
Xu Uses and gratifications on social
networking sites: Analysis of use and value of social networking sites for
three types of social capital on college students" (Master of Science, Iowa State University, 2012)
https://lib.dr.iastate.edu/etd/12735
§ Joe Phua , Seunga Venus Jin , Jihoon (Jay) Kim : Uses and gratifications of social
networking sites for bridging and bonding social capital: A comparison of
Facebook, Twitter, Instagram, and Snapchat, Computers in Human
Behavior ( University of Worcester, United
Kingdom, Volume 72, July 2017) p 115-122. doi.org/10.1016/j.chb.2017.02.041
20 - أنظر
على سبيل المثال:
Vishwanath, A. The 3600 news experience : Audience connections with the
ubiquitous news organization. Journalism and Mass Communication Quarterly, ( SAGE Publications, USA, No 85(1), 2008) p 7-22, DOI: 10.1177/107769900808500102
21 - أنظر على سبيل
المثال وليس الحصر:
Augustin J. Gallion: Applying
the Uses and Gratifications Theory to Social Networking Sites: A Review of Related Literature ( Indiana University – Purdue University)
accessed April 20, 2020. https://www.academia.edu/1077670
§ -Therrien Dany: le phénomène facebook, use &
gratifications) Mémoire de maîtrise; Faculté des arts;
Département de communication Université d’Ottawa, 2012)
§ Ozad, B. &. : Attachment Needs and Social
Networking Sites. Social Behavior & Personality: An International
Journal (New Zealand, N0,42-2014
). DOI: https://doi.org/10.2224/sbp.2014.42.0.S43
22
- Shanyang
Zhao : Metatheory, Metamethod, Meta-Data-Analysis: What, Why, and How? Sociological Perspectives ( Sage Journals, USA, Vol. 34,
No. 3,1991. http://www.jstor.org/stable/1389517
23
- Fuhrman and Snizek, quoted by Shanyang Zhao, Ibid
24- Delvenne C quoted by Maria Atonia Braschwitz : comment me
documenter? Guide pratique de l'usage de formateur ( France, éd de Boek 2010( p 81
25 -
Beaucher V – Jutras F Étude
comparative de la métasynthèse et de la méta-analyse qualitative, Revue Recherches Qualitatives ) Canada,Vol. 27-2,
2007( p. 58-77
26
-
أنظر
على سبيل المثال: بارعة حمزة : استخدام أساتذة جامعة دمشق للانترنت
والإشباعات المحققة منها( مجلة جامعة دمشق
، سوريا ، المجلد 25 ، العدد الأول
والثاني. 2009) ص 455-498
27- يمكن أن نذكر منها
على سبيل المثال:
alexa.com ، Google Analytics ، AFS Analytics، و Adobe Analytics، pipl.com، Hootsuite
28 - أنظر
على سبيل المثال : آلاء محمد رشيد
عبدالله
الرشيد:
استخدامات شبكتي التواصل الاجتماعي الفيسبوك والتويتر والإشباعات المتحققة
لدى طلبة الجامعات الأردنية(
ماجتسير، كلية الإعلام، جامعة الشرق الأوسط، عمان. 2013
29- Proulx.S . La place des objets techniques dans la communication contemporaine in Alain Gras et Pierre Musso, éds., Politique, communication et technologies. Mélanges en hommage à Lucien Sfez ) France; édition P.U.F., 2006(, p. 381-394.
30- جون مارك فيري: فلسفة
التواصل، ترجمة عمر مهيبل، جان مارك فيري (لبنان،
الدار العربية للعلوم، منشورات الإختلاف، 2006، ص6
31 - للعثور على عناصر الاجابة عن هذه الأسئلة يرجى العودة
إلى: نصر الدين لعياضي: رهانات الاتصال في ظل الميديا الجديدة ( 2017)، تم
الاطلاع عليه في 20 فيرفري 2020 على
الرابط التالي: https://wordpress.com/page/nlayadi.com/66
32 - للإطلاع
على رواد هذا التيار والباحثين الذين استعانوا به في بحوثهم عن العدة التكنولوجية،
يمكن العودة إلى:
Fabien Granjon Problématiser
les usages sociaux des technologies
d’information et de communication : un regard français critique, Canadian Journal
of Communication
) Canada; Vol
39-
n1- 2014( p121- 136
33 - Jouët, Josiane.. Pratiques de communication et figures de la médiation
revue Réseaux) édition
la découverte, France, N011 -(60), 1993. p 99–120.
34
Lacroix,
quoted by Millerand F.. « Usages des NTIC : les
approches de la diffusion, de l’innovation et de l’appropriation ( 1e
partie;).
COMMposite, revue en ligne ) Canada;
1998.( : http://www.commposite.org/index.php/revue/article/view/21/21
35
- Bertacchini Yann : Petit Guide à l’usage de l’Apprenti-Chercheur
en Sciences
Humaines & Sociales . Essai
Epistémologie & Méthodologie de Recherche en Sciences de l’Information & de la
Communication : Epistémologie & Méthodologie de
Recherche en Sciences de l’Information & de la Communication ) France, 2009) accessed April, 10, 2020. Http://halshs.archives-ouvertes.fr/docs/00/43/26/76/PDF/Petit_Guide-Y.Bertacchini-.pdf
36- Quoted by Sandrine
Bensadoun-Medioni Le modèle des usages
et gratifications appliqué à Internet et la télévision interactive ; p 4-5
37
- Hall.S quoted by Pertti Alasuutari
:Rethinking the media audience, The New Agenda ( USA, SAGE
Publications,
1999) p 13
38 - Carré, Dominique :« Étudier les usages. Est-ce encore nécessaire ? » in Vidal, Geneviève (dir.), " La sociologie des usages, Continuités et transformations ",) France édition Lavoisie ; 2012( p 72
§ - Panurge بانيرج بطل الكاتب الفرنسي فرنسوا رابلي، ومعناه في اللُّغة اليونانيّة القديمة، الشخص الذي يعرف القيام بكل شيء. تلاسن مع مالك قطيع من الغنم فاشتري منه رأس القطيع الذي يقود الأغنام. ورماه في الماء فتتبعته بقية الأغنام. وهكذا تحول قطيع بانيرج إلى قول مأثور للدلالة على محاكاة الغير فيما يقومون به. والامتثال إلى الفكرة المهيمنة واستبعاد كل معنى نقدي.
© Prefix-البادئة Méta كلمة يونانية ظهرت في بعض التخصصات في العلوم الاجتماعية والإنسانية . وتحيل إلى " ماوراء"، ، و الذهاب إلى أبعد من، ومع ، وعن أو بخصوص، وبجانب". وتتضمن جملة من المعاني المتداخلة ، نكر منها: التعمق في، والتفكير في، والتتالي ....
ª - من هذه المأخذ يمكن أن نشير إلى سن الطلبة
الذي يتراوح ما بين 17 و24 سنة وهم في الغالب أكثر استخداما لمواقع التواصل
الاجتماعي عن بقية الشرائح العمرية. ولهم مستوى تعليمي يتدخل في اختيارات
استخدامهم لمواقع الشبكات الاجتماعية.، وأغلبهم نشأ وترعرع في بيئة رقمية وبالتالي
لا يعرف الاشباعات التي كانت تحققها وسائل الإعلام التقليدية لمستخدميها قبل ظهور
شبكة الانترنت. هذا إضافة إلى تعدد استخدامهم لمواقع الشبكات
الاجتماعية وتنوعه لأغراض شتى قد تختلف عن أغراض بقية مستخدمي هذه المواقع.
لمزيد
من الاطلاع يمكن العودة إلى ملخص هذه الدراسات التي ذكرتها كل من كاين هاس
ويونغ أنظر:
Anabel Quan-Haase and Alyson L. Young :
The Uses and Gratifications (U&G)
Approach; p 282