الفئات و الوحدات في تقنية تحليل المضمون.
مقدمة.
تُعد فئات التحليل و وحدات التحليل من أهم خطوات البحث بتقنية تحليل المضمون، فتحليل المضمون يساوي ما تساويه هاتين الخطوتين، فالأهمية التي تحملها هاتين الخطوتين، تجعلنا ندقق في معنى الفئات و طرق تحديدها و صياغتها، و نفس الإجراءات علينا القيام به لخطوة وحدات التحليل، لأن الأولى تقاس و تحدد بالثانية.
The categories of analysis and the units of analysis are
among the most important steps in research that uses the
technique of content analysis. Content analysis is worth
what these two steps are worth. The first is measured and
determined by the second
فئات
التحليل.Catégories
D’analyse
وضع الفئات Catégorisation يعنى في أبسط معانيه، عملية تقسيم المضمون محل التحليل، إلى مجموعةو من الأفكار التي لها علاقة مباشرة بإشكالية و أهداف الدراسة، و أن تكون تلك الأفكار محددة وفق ما تمتاز به من خصائص تختلف و تنفرد بها كل فئة عن باقي الفئات الأخرى، و على هذا فإن الفئات فريدة في بناءها و موضوعها، شاملة لكل الأفكار التي يحتويها المضمون في موضوع من المواضيع، موضوعية أي أنها لا تحمل أحكام أو اتجاهات إزاء موضوع أو مجموعة من الأفكار التي سوف تخضع للقياس.
العلاقة بين الإشكالية و الفئات المُختارة، علاقة جد وطيدة و أساسية، إذ يختار الباحث الفئات - بغض النظر عن طبيعتها - التي من شأنها أن تخدم الإشكالية و أن يكون رسمها في حدود هذه الأخير، فكل تجاوز يعرض البحث إلى الخطأ، و بلغة أخرى على الباحث أن يحدد الفئات بناء على المتغيرات التي تحملها الإشكالية، و أن يركز كل التركيز على ألا يطرح الفئات التي لا يحتاجها.
ينفرد علم الإعلام و الاتصال، بخاصة تداخل معنى الرسالة بشكلها، أي أن الشكل التي قد تأخده الرسالة، يُعد جزء هامة من عملية فهمها، لذلك فإن فئات التحليل جاءت على هذا المبدأ أي انقسمت إلى فئات الشكال و أخرى فئات المضمون، حتى تغطي طبيعة هذا الأخير من حيث أبعاده الاتصالية و معانيه التعبيرية و مقاصده بل و حتى في تراكيبه اللغوية، حيث أن تزاوج النوعين من الفئات (الشكل و المضمون)، قد يساعد أكثر الباحث في فهم و إدراك كل جوانب الرسالة التي أرادها صاحبها من خلال مضمونه هذا.
أما الفئات الأكثر استعمالاً في بحوث الإعلام و الاتصال التي تستعين بتقنية تحليل المضمون، فهي مختصرة في الجدول أدناه، مع التذكير أن هذه القائمة وُضعت للتوجيه فقط و امكانية الاستعانة بها من طرف الباحث المبتدأ خاصة، لأن تقنية تحليل المضمون، تقنية مرنة و عليه فإننا يمكن أن نقول أن لكل موضوع فئاته الخاصة، و لكل استعمال لتحليل المضمون طريقته، لكننا نعتقد أن الفئات المعروضة أسفله، كافية لإدارة الكثير من مواضيع البحث في علوم الإعلام و الاتصال.
فئات الشكل (كيف قيل؟) |
فئات المضمون (ماذا قيل؟) |
فئة الموقع |
فئة الموضوع |
فئة المساحة أو الزمن |
فئة الاتجاه |
فئة اللغة |
فئة القيم |
شكل العبارات |
فئة الأهداف |
العناصر التيبوغرافية |
فئة الجمهور المستهدف |
فئة العناوين |
فئة المصدر |
فئة الألوان |
فئة الفاعل |
الصور و الروسومات |
فئة المواقف |
المنبهات الصوتية |
فئة الموقع، أي أين وقعت
الأفعال؟ |
وحدات التحليل. Unités D’analyse
Unités d'Analyse |
بصفة بسيطة جداً، يمكن تعريف وحدات التحليل بأنها ما يتم حسابه فعلاً في المضمون محل التحليل، أي بعد تحديد الفئات التي يختارها الباحث، يبدأ في حساب عنصر من عناصر وحدات التحليل، ليكون وسيلة لتفتيت المضمون وفق معايير معينة، فوحدة التحليل هي المؤشر الإمبريقي لتنقية تحليل المضمون، و هي المعبر الأساسي للبعد الكمي لها.
و قد حددها كريستيان لوراي، في الكلمة، أو الفقرة، أو في حالات ناذرة قد تكون الوثيقة برمتها، و كما للفئات شروط في اختيارها و وضعها، فإن للوحدات أيضاً شروط في اختيارها، و قد لخص ويل برافي Weill-Bravais أهمها قائلاً " ينبغي أن يخضع بناء وحدات التحليل unité d'analyse إلى قواعد الحصر d'exclusion، و التجانس d'homogénéité"، و الاقتصاد d'économie، و التبسيط de simplicité، و الموضوعية L'objectivité، و الوفاء للتحليل La fidélité، و الانتاج La Productivité.
و حتى في مسألة الوحدات، فهي تنقسم إلى قسمين، بعضها خاص بوحدات الشكل، و أخرى خاصة بالمضمون، و اختيارها طبعاً يتوقف على طبيعة المادة محل التحليل، و إشكالية و أهداف الدراسة، مع التنبيه أنه من الأفضل أن يختار الباحث وحدة واحدة في كل إطار، و تكون هذه الوحدة ملائمة إلى طبيعة المضمون، و بخاصة في وحدات المضمون أين ينبغي على الباحث اختيار وحدة واحدة تؤدي الغرض العلمي من استعمالها.
وحدات الشكل (كيف قيل؟)
|
وحدات المضمون (ماذا قيل؟) |
السنتمتر المربع |
الكلمة |
الدقائق و الثواني أو
حتى الساعات |
الجملة |
اللقطة |
العبارة |
المشهد |
الفقرة |
|
الفكرة |
|
الموضوع |
ملخص القول.
إننا لم نقدم في هذه المداخلة، إلا سطحيات حول أهمية الفئات و الوحدات في تقنية تحليل المضمون، فهذه الخطور هي المحدد الأساسي من نجاح الباحث في تطبيقه لتقنية تحليل المضمون أم لا؟، و من جهة أخرى فإن نتائج الدراسة التي قد يصل إليها الباحث تتوقف هي أيضاً على مدى دقة تحديد الفئات و اختيار الوحدات المناسبة.
جزاك الله خيراً
ردحذف